مقال

نفحات إيمانية ومع زياد بن لبيد بن ثعلبة ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع زياد بن لبيد بن ثعلبة ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع زياد بن لبيد بن ثعلبة، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمهدت دعوته وجاءته وفود العرب جاءه وفد كندة فيهم الأشعث وبنو وليعة بنو وليعة فأسلموا فأطعمهم طعمة من صدقات حضرموت وكان عامله على حضرموت زياد بن لبيد البياضي الأنصاري، فدفعها زياد إليهم فأبوا اخذها وقالوا لا ظهر لنا فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك فأبى زياد وحدث بينه وبينهم شر كاد يكون حربا فرجع منهم قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب زياد إليه يشكوهم، وقال وفي هذه الواقعة كان الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لتنتهن يا بني وليعة.

 

أو لأبعثن عليكم رجلا عديل نفسي يقتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فما تمنيت الامارة الا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء ان يقول هو هذا، فاخذ بيد الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، وقال هو هذا، ثم كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زياد فوصله الكتاب وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتدت بنو وليعة وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، فامر أبو بكر الصديق رضى الله عنه، زيادا على حضرموت فلما خرج ليقبض الصدقات من بني عمرو بن معاوية اخذ ناقة لغلام منهم يعرف بشيطان بن حجر وكانت صفية نفيسة اسمها شذرة.

 

فمنعه الغلام عنها وقال خذ غيرها فأبى زياد ولج فاستغاث شيطان بأخيه العداء ابن حجر فقال لزياد دعها وخذ غيرها فأبى زياد ذلك ولج الغلامان في اخذها ولج زياد وقال لهما لا تكونن شذرة عليكما كالبسوس فهتف الغلامان يا لعمرو انضام ونضطهد ان الذليل من اكل في داره وهتفا بمسروق بن معدي كرب فقال مسروق لزياد أطلقها فأبى فقال مسروق، يطلقها شيخ بخديه الشيب، ملمعا فيه كتلميع الثوب، ماض على الريب إذا كان الريب ثم قام فأطلقها فاجتمع إلى زياد بن لبيد أصحابه واجتمع بنو وليعة وأظهروا أمرهم فبيتهم زياد وهم غارون فقتل منهم جمعا كثيرا ونهب وسبى ولحق فلهم بالأشعث فقال لا أنصركم حتى تملكوني.

 

فملكوه وتوجوه فخرج إلى زياد في جمع كثيف وكتب أبو بكر الصديق رضى الله عنه، إلى المهاجر ابن أبي أمية وهو على صنعاء ان يسير بمن معه إلى زياد فسار ولقوا الأشعث فهزموه وقتل مسروق ولجأ الأشعث والباقون إلى الحصن المعروف بالنجير فحاصرهم المسلمون حصارا شديدا حتى ضعفوا ونزل الأشعث ليلا إلى المهاجر وزياد وطلب الأمان له ولعشرة من أهله فأمناه مع العشرة على أن يفتح لهم الحصن، ويسلمهم من فيه ففعل فقتلوا من فيه وكانوا ثمانى مائة وحملوا الأشعث إلى أبي بكر الصديق موثقا بالحديد فعفا عنه وزوجه أخته أم فورة وكانت عمياء.

 

وفعل الأشعث هذا يكشف لك عن نفسيته فاقتصر في الأمان على نفسه وأهله واسلم ثمانى مائة كانوا أنصاره إلى القتل وخانهم ولو كان فيه شئ من الشهامة والدين لطلب الأمان لكل من معه وخلصهم وردهم إلى الاسلام، وتوفى زياد في أول زمن معاوية ، وقيّد ابن قانع وفاته في سنة إحدى وأربعين من الهجرة النبوية الشريفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى