مقال

حديث الصباح…….

حديث الصباح…….

 

أشرف عمر

 

نسمات الجمعة

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

 

*{إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ ، وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْراً}.*

 

رواه مسلم.

 

*شرح الحديث:*

لكلِّ شيءٍ عدْلٌ وقَصْدٌ، وقد كانتْ صَلاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخطبتُه معتدلتَينِ، ليس فيهما تَطويلٌ مُملٌّ، ولا تَقصيرٌ مُخلٌّ، وعلى هذا سارَ صحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ؛ فهذا عمَّارٌ خطَبَ النَّاسَ فأوجَزَ وأبلَغَ، وأوصَلَ ما أرادَهُ بألفاظٍ قَليلةٍ، فلمَّا نزَل مِن على المِنبَرِ قالَ النَّاسُ له: يا أبا اليَقظانِ- وهيَ كنيةُ عمَّارٍ- لقد أبلغَتَ وأوجزْتَ، فلو كُنتَ تنفَّستَ، أي: أطلْتَ قَليلاً، فقالَ: إنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- يقولُ: “إنَّ طولَ صَلاةِ الرَّجلِ وقِصَرَ خُطبتِهِ” الصَّلاة هنا الجُمُعةُ، والمَقصودُ: أنَّ تُطوَّلَ الصَّلاةُ عن الخُطبةِ، تَطويلاً لا يَشقُّ على المأمومينَ، حتَّى تكونَ مُعتدلةً بينَ التَّطويلِ والتَّقصيرِ. وقولُه: “مئنَّة مِن فقهِه”، أي: علامَةٌ يُستدَلُّ بها على فقهِ الخَطيبِ، بأن يكونَ كلامُه بَليغًا قَصيرًا واضِحًا، وفي أَمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “فأطيلُوا الصَّلاةَ، وأَقصِروا الخطبةَ” غايةُ التوسُّط؛ وذلك بأن تطوَّلَ الصَّلاةُ في اعتدالٍ؛ بحيثُ يُدرِكُها الغائبُ والبَعيدُ عن المَسجدِ، ولا يُؤذَى بهذا التَّطويلِ مَن خلفَه، وأن تَقصُرَ الخُطبةُ في غيرِ إخْلالٍ، وتكونُ أَدعى لحِفظِ ما يُذكَرُ فيها، كَما كانَ فِعلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيهما، وقولُه: “إنَّ مِن البَيانِ لسِحرًا”، والبَيانُ إظهارُ المقصودِ بأبلغِ لفظٍ، وهو مِن الفَهمِ وذَكاءِ القَلبِ، ومَعْنَى السِّحرِ قَلْبُ الشَّيءِ في عينِ الإنسانِ لا قَلبُ الأعيانِ، وهذه العِبارةِ مدحٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ختَمَ بهِ قولَه؛ ليُرشدَ الخَطيبَ إلى البَيانِ والوضوحِ في كَلامِهِ.

 

*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى