مقال

الدكروري يكتب عن أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد “جزء 2”

الدكروري يكتب عن أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة ثم خرج يقود بعيره, فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه, فقالوا، هذه نفسك غلبتنا عليها, أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني, فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة, وقالوا، والله لا نترك ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده, وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة, وحبسني بنو المغيرة عندهم, وتقول زوجته السيده أم سلمه، فانطلق زوجى أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، ففرقوا بيني وبين زوجي وابني, فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سبعا أو قريبها حتى مر بي رجل من بني عمي.

 

فرأى ما في وجهي, فقال لبني المغيرة، ألا تخرجون من هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها, فقالوا، الحقي بزوجك إن شئت, ورد على بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري, ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد من خلق الله, فكنت أبلغ من لقيت حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار, فقال، إلى أين يا بنت أبي أمية قلت، أريد زوجي بالمدينة، فقال، هل معك أحد, فقلت، لا والله إلا الله وابني هذا, فقال، والله مالك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه, إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها, فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري قدمه ورحله، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

 

” إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل، إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم عندك احتسبت مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرا” فلما احتضر أبو سلمة قال ” اللهم اخلف في أهلي خيرا مني، فلما قبض, قالت أم سلمة، إنا لله وإنا إليه راجعون, عند الله احتسبت مصيبتي فأجرني فيها، وقال أبو بكر بن زنجويه، توفي أبو سلمة في سنة أربع من الهجرة بعد منصرفه من غزوة أحد، فقد انتقض به جرح كان أصابه بأحد، فمات منه فشهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا قال ابن سعد، والصحابى عبد الله بن عبد الأسد وهو أخو النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى الرضاعه من الجاريه ثويبه جارية أبو لهب، وقال بن سعد، عن عبد الله بن عبد الأسد، إنه شهد بدرا، وأحدا فجرح بها، ثم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على سرية إلى بني أسد في صفر سنة أربع من الهجرة.

 

ثم رجع، فانتقض جرحه، فمات في جمادى الآخرة، وكان عندما هاجر أبو سلمه إلى الحبشة، وعاد منها مع عثمان بن مظعون بعدما بلغه إسلام قريش، فأجاره خاله أبو طالب بن عبد المطلب، وعاد فهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر إلى يثرب، وكانوا من أوائل من هاجر من المسلمين إليها، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إليها، قد صحبه أبو سلمة، وآخى بينه وبين سعد بن خيثمة، وقد شهد أبو سلمة غزوة بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما شهد غزوة أحد في شوال فى السنة الثالثه من الهجره، والتي أصيب فيها بجرح غائر في عضده، وقد أقام يداويه شهرا بعد العودة إلى المدينة المنورة، ثم أرسل له النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد له لواء جمع فيه سرية من مائة وخمسون رجل من المهاجرين والأنصار للإغارة على بني أسد.

 

ثم رجع إلى المدينة، فانتقض عليه جرحه، وتوفي من أثر الجرح في جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة، ولأبي سلمة من الولد سلمة وعمر وزينب ودرة من زوجته أم سلمة، وأما عن السيدة أم سلمة فهى أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية، وهي إحدى زوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب، في مكة المكرمه، وكانت أمها عاتكة بنت عامر الكنانية، وقد نشأت أم سلمة في بيت من بيوت سادات قريش، فأبوها هو أبو أمية كان من سادات بني مخزوم وعُرف عنه فرط جوده حتى لقب بزاد الركب حيث كان إذا سافر لا يترك من يرافقه يحمل الزاد والمتاع بل يكفله بذلك، ولأم سلمة من الإخوة عامر الذي أسلم يوم فتح مكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى