مقال

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع التفكر فى كتاب الله عز وجل، وقد سمع هذا التحدي من سمع القرآن وعرفه الخاص والعام، ولم يتقدم أحد على أن يأتي بسورة مثله من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا اليوم وإلى قيام الساعة، والقرآن يشتمل على آلاف المعجزات، لأنه مائة وأربع عشرة سورة، وقد وقع التحدي بسورة واحدة، حتى لو أقصر سورة في القرآن الكريم وهى سورة الكوثر، وهي ثلاث آيات قصار، والقرآن الكريم يزيد بالاتفاق على ستة آلاف آية ومائتي آية، ومقدار سورة الكوثر من آيات أو آية طويلة على ترتيب كلماتها له حكم السورة الواحدة، ويقع بذلك التحدي والإعجاز، ولهذا كان القرآن الكريم يُغني عن جميع المعجزات الحسية والمعنوية.

 

لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فعجز الإنس والجن عن أن يأتوا بمثلِه فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ” وقال سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء ” قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ” ولقد أنزله الله تعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم هداية للناس إلى الطريق المستقيم، ينير به الحياة، ويهدي به الحيارى، فهو دستور المسلمين، وبه تحيا القلوب، وبه تزكو النفوس، وبه تتهذب الأخلاق، فيقول سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” الم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ”

 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعرض السرية من الصحابة فيقول لأحدهم ” كم معك من القرآن؟ قال أحدهم، أحفظ سورة البقرة، فقال صلى الله عليه وسلم “اذهب فأنت أميرهم” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنا، فقال “ما معك يا فلان” قال معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال صلى الله عليه وسلم ” أمعك سورة البقرة” فقال نعم قال ” فاذهب فأنت أميرهم ” فقال رجل من أشرافهم والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

” تعلموا القرآن فاقرؤه وأقرئوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك ” أخرجه الترمذي، فقرب الناس من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان بالقرآن، وحبه لهم كان لصلتهم بالقرآن، وكثرة تلاوة الصحابة للقرآن، وكانت تقربهم إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونحن كذلك لو واظبنا عليها، وقد صح من حديث جابر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بالشهداء في أحد فيقول ” أيهم أخذا بالقرآن؟ فيقولون هذا، فيقدمه إلى القبلة ثم من بعده، ثم يصلي عليهم، فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين.

 

من قتلى أحد فى ثوب واحد ثم يقول ” أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قمه فى اللحد وقال ” أنا شهيد على هؤلاء ” رواه البخارى، وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يزوج الشباب بحفظهم للقرآن فكأنه مهرا للعروسة إذا كان عريسها لا يملك شيئا فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ” أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال ما لي في النساء من حاجة، فقال رجل زوجنيها، قال أعطها ثوبا، قال لا أجد، قال أعطها ولو خاتما من حديد، فاعتل له، فقال ما معك من القرآن قال كذا وكذا قال فقد زوجتكها بما معك من القرآن” أخرجه البخاري والترمذي والنسائي وأبو داود وغيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى