مقال

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع التفكر فى كتاب الله عز وجل ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع التفكر فى كتاب الله عز وجل، وهذا الوليد بن المغيرة والد فارس الإسلام وسيف الله المسلول والد خالد بن الوليد كان متعنتا متكبرا منكرا فلما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعرض عليهم الملك والجاه والسلطان حتى يرجع إلى دين آبائه وأجداده، وقد قرأ عليه النبي آيات جليلة من القرآن الكريم قال الوليد كلماته الخالدة في حق القرآن، والحق ما شهدت به الأعداء، قال الوليد والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه، وهذا هو الصحيح هذه هي الكلمات الصحيحة وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، فكانت هذه شهادة كافر عنيد للقرآن فلما انطلق بهذه الكلمات للمشركين قالوا إذا صدق والله الوليد.

 

إذن لتصبأن قريش كلها وعاد حتى لا تضيع زعامته في القوم ففكر وقدر الأمر من جميع جوانبه ثم عاد ليعلن شهادته الظالمة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا عتبة بن ربيعة لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس، جعلت قريش تحاول حربه بكل سبيل، وكان مما بذلته أن تشاور كبارها في التعامل مع دعوته صلى الله عليه وسلم وتسارع الناس للإيمان به، فقالوا أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه، فقالوا ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا أنت يا أبا الوليد، وكان عتبة سيدا حليما، فقال يا معشر قريش أترون أن أقوم إلى هذا فأكلمه.

 

فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل منها بعضها، قالوا نعم يا أبا الوليد، فقام عتبة وتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بكل سكينة، فلما وقف عتبة بين يديه، قال يا محمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأدبا مع أبيه عبد الله، فقال أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت صلى الله عليه وسلم تأدبا مع جده عبد المطلب، فقال عتبة فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عِبت وإن كنت تزعم أنك خير منهم، فتكلم حتى نسمع قولك، وقبل أن يجيب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة ثار عتبة، وقال إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك، فرقت جماعتنا.

 

وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى وكان عتبة متغيرا غضبانا، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت يستمع بكل أدب، وبدأ عتبة يقدم إغراءات ليتخلى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعوة، فقال أيها الرجل إن كنت جئت بالذي جئت به لأجل المال، جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا، وان كنت إنما بك حب الرئاسة، عقدنا ألويتنا لك فكنت رأسا ما بقيت، وإن كان إنما بك الباه والرغبة في النساء، فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا، وان كان هذا الذي يأتيك رئيا من الجن تراه، لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب.

 

وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه، ومضى عتبة يتكلم بهذا الأسلوب السيء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرض عليه عروضا ويغريه، والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه بكل هدوء، وانتهت العروض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ملك ومال ونساء وعلاج من جنون وسكت عتبة وهدأ، وهو ينتظر الجواب، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه وقال بكل هدوء، وقال صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد؟ ولم يستغرب عتبة هذا الأدب من الصادق الأمين بل قال باختصار نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسمع مني، قال أفعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ آيات من سورة فصلت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى