مقال

الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 9″

الدكرورى يكتب عن طلحه بن عبيد الله القرشي ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع طلحه بن عبيد الله القرشي، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب كانت خلافته رضى الله عنه، عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وقيل عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين ليلة، وبعد الانتهاء من دفن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذهب أهل الشورى إلى الاجتماع في بيت السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنها، وقيل إنهم اجتمعوا في بيت السيدة فاطمة بنت قيس الفهرية أخت الضحاك بن قيس، وعندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف “اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم” فقال الزبير بن العوام “جعلت أمري إلى علي” وقال طلحة “جعلت أمري إلى عثمان” وقال سعد “جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف”

 

وأصبح المرشحون الثلاثة علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن بن عوف “أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه” فأسكت الشيخين، فقال عبد الرحمن بن عوف “أفتجعلونه إليَّ والله على أن لا آلو عن أفضلكما” قالا نعم، وأخذ عبد الرحمن بن عوف يستشير المسلمين، وبعد صلاة صبح يوم البيعة وكان فى اليوم الأخير من شهر ذي الحجة فقد أعلن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه، البيعة لعثمان بن عفان وقال ” أما بعد، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلا” فقال عبد الرحمن مخاطبا عثمان ” أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده”

 

فبايعه عبد الرحمن بن عوف وبايعه الناس المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون، وكان طلحة بن عبيد الله أول من بايع عثمان بن عفان، حيث بايعه في مجلس الشورى، ثم كان من جملة أنصار عثمان بن عفان في الفتنة، فلما قتل عثمان، ندم على ترك نصرته وقال “إنا داهنا في أمر عثمان، فلا نجد اليوم أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى” ثم بايع علي بن أبي طالب، فيقال “إن أول من بايعه كان طلحة بيده اليمنى وكانت شلاء من يوم أحد، وبعدما بايع علي بن أبي طالب، فقد طلب منه طلحة والزبير تعجيل إقامة القصاص، واقترحا أن يخرجا للبصرة والكوفة، فقال طلحة، دعني فلآت البصرة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل.

 

وقال الزبير، دعني آت الكوفة فلا يفجئك إلا وأنا في خيل، فأمرهما علي بالتريّث، وبعد مرور أربعة أشهر من مقتل عثمان، خرج الزبير وطلحة معتمرين إلى مكة والتقوا بالسيدة عائشة بنت أبي بكر وكان وصولهما إلى مكة في ربيع الآخر سنة ستة وثلاثين من الهجرة، ودعوا الناس إلى الأخذ بثأر عثمان بن عفان، ثم قرروا الخروج إلى البصرة ثم الكوفة، والاستعانة بأهلها على قتلة عثمان منهم أو من غيرهم ثم يدعون أهل الأمصار الأخرى لذلك، ولما وصلوا البصرة، أرسل لهم والي البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري يسألهم عن سبب قدومهم، فأرسل إليهم كلا من عمران بن حصين وأبي الأسود الدؤلي، فذهبا إلى السيدة عائشة رضى الله عنها فقالا “إن أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك فهل أنت مخبرتنا”

 

فقالت “والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدثوا فيه الأحداث وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين، أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى