مقال

نفحات إيمانية ومع أنوش بن شيث بن آدم “جزء 4”

نفحات إيمانية ومع أنوش بن شيث بن آدم “جزء 4”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أنوش بن شيث بن آدم، فقام ولده أنوش بعده بالامر أحسن قيام، ودبر الرعايا وعمل بالشرائع على ما كان عليه أبوه، وهو أول من غرس النخل وزرع الحبّ، وقد قيل إن أنوش قد لبث في الارض يعمّرها، وولد له قينان ولاح النور في جبينه، وأخذ عليه العهد، أي العهد في أخبار من يحمل نور خاتم الانبياء من ولده، وولد شيث أنوش وهو بكره ووصيّه، وإن أنوش أوصى إلى ابنه قينان وكان قد علمه الصحف، وقد قيل في تاريخ اليعقوبي أنه قام أنوش بن شيث بعد أبيه بحفظ وصيّة أبيه وجدّه، وأحسن عبادة الله، وأمر قومه بحسن العبادة، وقد قيل في تاريخ الطبري بأن أنوش قام مقام أبيه بسياسة الملك وتدبير الرعية، ولمّا حضرت أنوش الوفاة.

 

اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه قينان، ومهلائيل ويرد، وأخنوخ، ومتوشلح، ونساؤهم، وأبناؤهم، فصلى عليهم، ودعا لهم بالبركة، ونهاهم أن يدعوا أحدا من بنيهم أن يختلطوا بولد قابيل اللعين، وأوصى قينان بجسد آدم، وأمرهم أن يصلوا عنده، ويقدسوا الله كثيرا، وتوفي بعد هذه الوصايا، وقد ولد لانوش قينان، ولاح النور في جبينه، وهو نور خاتم الانبياء، وأخذ عليهم العهد، ولما احتضر أنوش أوصى إلى ابنه قينان، وانتقل النور إلى قينان وأخبره بالسرّ الذي أودعه فيه، فسار قينان بسيرة أبيه، وقيل أن المقصود من السرّ، هو نور خاتم الانبياء الذي كان ينتقل من أحدهم إلى الاخر، وقد أوصى أنوش إلى ابنه قينان وقد كان علمه الصحف، وبيّن له قسمة الارض.

 

وما يكون فيها، وأمره بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج، وبجهاد ولد قابيل، ففعل ما أمره به أبوه، وقد قيل في تاريخ اليعقوبي، وأنه قام قينان بن أنوش وكان رجلا لطيفا، تقيّا، مقدّسا، فقام في قومه بطاعة الله وحسن عبادته، واتباع وصيّة آدم وشيث، فلما دنا موته اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه مهلائيل، ويرد، ومتوشلح، ولامك، ونساؤهم، وأبناؤهم، فصلى عليهم، ودعا لهم بالبركة، وجعل وصيّته إلى مهلائيل، وأمره أن يحتفظ بجسد آدم عليه السلام، وقد قال المسعودي في مروج الذهب ما موجزه، هو أنه عندما حملت حواء بشيث تلالا النور في جبينها, فلما ولدته انتقل النور اليه , فلما ترعرع وكمل اوعز اليه آدم وصيته , واعلمه انه حجة الله بعده وخليفته في الارض.

 

وهو المؤدي حق الله الى اوصيائه , وانه الثاني في انتقال نور الرسول الخاتم اليه، وقد قيل فى أخبار الزمان، أنه لما اراد الله تعالى، ان يتوفى آدم, امره ان يسند وصيته الى ابنه شيث، ويعلمه جميع العلوم التي علم بها ففعل، وفي تاريخ اليعقوبي قد قال أنه لما حضرت آدم الوفاة, جاءه شيث ابنه وولد ولده , فصلى عليهم ودعا لهم بالبركة، وجعل وصيته الـى شيث , وامره ان يحفظ جسده ويجعله اذا مات في مغارة الكنز, وان يوصي بنيه وبني بنيه , ويـوصي بعضهم بعضا عند وفاتهم, اذا كان هبوطهم من جبلهم ان ياخذوا جسده فيجعلوه وسط الارض, وأمر شيث ابنه ان يقوم بعده في ولدهم، فيامرهم بتقوى الله وحسن عبادته , وينهاهم ان يخالطوا قابيل اللعين وولده.

 

ثم صلى على بنيه اولئك, ثم مات يوم الجمعة وقد قيل أنه قام بعد موت آدم ابنه شيث, وكان يامر قومه بتقوى الله تعالى، والعمل الصالح، وقد قيل في اخبار الزمان، ان الله تعالى امره ببناء البيت والحج والعمرة, وكان اول من اعتمر، فلما مات آدم عليه السلام، وقد جاء الى مكة فاقام بها يحج ويعتمر, وبنى الكعبة بالحجارة والطين, ويعني انه كان رث فجدده, واقام يعمر الارض، ويقيم الحدود على المفسدين كما كان يفعل ابوه، وقد قيل ان آدم حين ادى الوصية الى شيث احتقبها واحتفظ بمكنونها, وحكم في الناس واستشرع صحف ابيه, وواقع امراته فحملت بانوش, فانتقل النور اليها, حتى اذا وضعته لاح النور عليه, فلما بلغ الوصاة اوعز اليه شيث في شان الوديعة.

 

وعرفه شانها وانها شرفهم وكرمهم , واوعز اليه ان ينبه ولده على حقيقة هذا الشرف وكبر محله, وان ينبهوا اولادهم عليه, ويجعل ذلك فيهم وصية منتقلة ما دام النسل، فكانت الوصية جارية تنتقل من قرن الى قرن, الى ان ادى الله النور الى عبد المطلب وولده عبدالله ابي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من مهام الرسل الكرام، هو الإجابة على الأسئلة الثلاثة التي ضلت البشرية يوم أن وضعت لها الإجابات البشرية القاصرة الضالة المنحرفة، وهي كيف جئنا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين المصير؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى