مقال

سبل الحفاظ علي الأسرة ” جزء 2″ 

سبل الحفاظ علي الأسرة ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع سبل الحفاظ علي الأسرة، فالولد يقضي ثلثي حياة الطفولة مع والديه في البيت، ويأخذ من تلك البيئة صفاتها ومقوماتها وينشأ على القواعد النفسية والاجتماعية المؤسسة عليها، حيث تلعب الأسرة دورا هاما في التنشئة الاجتماعية إذ يتلقي الأبناء تدريباتهم الأولى في الحياة من خلال الأسرة حيث يعتمد الأطفال إعتمادا كبيرا على الوالدين مما يؤدي إلى تكوين علاقة عاطفية وثيقة بين الآباء والأبناء، فعدم وعي الوالدين بمسؤوليتهما تجاه الأبناء واستخدامهما القسوة الزائدة أو التدليل في التنشئة عادة ما يكون له آثار سلبية على الأبناء، إذ تقوم الأسرة بإشباع حاجات الفرد وتحقيق انجازات المجتمع عند قيامها بوظائفها الاقتصادية والتشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية والتربوية، وتنظيم الإنجاب وإعالة الطفل.

 

وأن من وظيفة الأسر إنجاب الأطفال والمحافظة الجسدية على أعضائها ومنحهم المكانة الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية، وعلى ذلك يمكن أن تصنف وظائف الأسرة بحفظ النوع البشري وفق قواعد بشرية مبينة على التعاليم الإلهية في الشريعة الإسلامية بقصد التعمير والاستمرار، وكذلك تربية الأطفال وإكسابهم العادات والمعتقدات والخبرات اللازمة لهم وتنمية الشعور بالانتماء الأسري والاجتماعي وتكوين شخصيتهم، وأيضا توفير الأمن والطمأنينة للطفل ورعايته في جو من الحنان والمحبة إذ يعتبر ذلك من الشروط الأساسية التي يحتاج إليها الطفل كي يتمتع بشخصية متوازنة إذ تلقنه العناصر الأساسية لثقافة الجماعة ولغتها وقيمها وتقاليدها ومعتقداتها، وكذلك تأمين الإستقرار النفسي لأفراد العائلة وتفريغ الشحنات العاطفية.

 

بتوفير علاقات الاهتمام والتكامل لأفرادها، والأمن النفسي لخلق إنسان متزن ومستقر يشعر بالانتماء الأسري، والقيام بوظيفتها الحضارية بإنجاب الأطفال وتربيتهم ليتلاءموا مع الجيل الحاضر، ومنع أفرادها من اقتراف السلوكيات غير الاجتماعية التي لا تتفق وقيم المجتمع، والقيام بوظيفتها الاقتصادية بتوفير الاحتياجات والمتطلبات اللازمة للحياة وتحقيق الأمن الأسري المادي، وتعكس الأسرة على المجتمع صفاتها فهي التي تكوّن الطفل وتصوّغه، وتحدد ميوله وتسد حاجاته وهي بذلك تعمل أولا على تكامل شخصيته، كما يقوم البيت في نطاق عملية التنشئة الأسرية بالوظائف التربوية حيث إن للبيت وظيفة تربوية متفردة في المراحل الأولى من عمر الطفل فهو المختص بالحضانة والتربية، وكذلك يعد البيت المؤسسة الأساسية في تعليم الطفل الأخلاق.

 

والقيم الدينية في جميع المراحل، حيث يقوم البيت بعرض القواعد الأولى في التكوين والتنشئة عن طريق الثقافة المنزلية الرامية الى تشكيل وجدان الطفل، وتعتبر الأسرة إحدى الوحدات الأساسية التي يمكن دراستها استنادا إلى الأفعال الاجتماعية الصادرة عن أعضائها فهذه الأفعال من شأنها أن تؤدي إلى ظهور التفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة وبالتالي تحديد العلاقات التي تربطهم ببعضهم البعض بحيث تنتج علاقات زوجية ،أبوية وأخوية، ويكون التفاعل الذي التي يكتسب من خلاله الأبناء أساليب ومعايير السلوك والقيم المتعارف عليها في جماعة الأسرة، بحيث يستطيعون العيش فيها والتعامل مع أعضائها بقدر مناسب من التناسق والنجاح ، كما يتشرب الأبناء من البيئة الأسرية بفعل التنشئة القيم والمعايير والقواعد الموجهة والضابطة للأفعال.

 

والسلوكات، والجو الأسري يؤثر في نمو الابن وفي سلوكه واتجاهاته، كما هذا مرتبط أشد الارتباط بالأنماط والأساليب التي يؤدي بها الوالدين أدوارهما المنوطة بهما، وقد نجد عدة أنماط فنجد تنشئة قائمة على التخلف والمفاهيم الخاطئة، وتنشئة سلبية، وأخرى منحرفة وهي التي يسود فيها الغش والخداع والانتهازية والكذب، وتنشئة متناقضة فيما ينشئ عليه الولد وما يوجد عند بعض فئات المجتمع والتناقض في القول والفعل للآباء، وتنشئة مبنية على الثقافة الهدامة كمنح النشئ قيما لا تتوافق وواقع المجتمع وتربيتهم على السلوكات الخاطئة باعتبار أنها مستحسنة، وأوضحت النتائج أن ذلك ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، وهو ما يظهر في غلبة السلوك الطفولي عليه حتى مع نموه في مرحلة المراهقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى