مقال

الطفل ودور الأسرة ” جزء 1″ 

الطفل ودور الأسرة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن الإسلام فرض علينا حقوق وواجبات ومن هذه الحقوق هو حق الطفل علي أسرته من الوالدين وإن من أهم حقوق الطفل في الإسلام، هو اختيار الأم الصالحة له قبل يولد، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقي وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين، فقال صلي الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” وكذلك فإن من حقوق الطفل تجاه أسرته هو اختيار الإسم الحسن للطفل فيجب عليك أيها الأب وأيتها الأم أن تختار لابنك الاسم الحسن، وهذا من واجب الابن عليك، ولا تختار له اسما يعير به وينادى به في الحياة وينادى به يوم العرض الأكبر، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه.

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أحسنوا أسماء أبنائكم فإنهم يدعون بها يوم القيامة” أو كما قال صلى الله عليه وسلم “يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وينادى أين فلان بن فلان؟ فيقوم على رءوس الأشهاد، فالواجب اختيار الاسم الحسن” واعلمي أيتها الأم الطيبة، أن تربيةَ الأولاد وصلاحهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقف على حركات وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم، فالأبناء والبنات من الصغر يرقبون أخلاق الأبوين، ويرقبون كلامهم وتصرفاتهم كلها، يرقبون أحوال الأبوين، فالأبناء والبنات إن تربوا في أحضانِ أب يخاف الله، وأمّ تخشى الله، نشؤوا على ذلك الخلق الكريم، فالأبناء والبنات أمانة فى العنق سيسألك الله عنهم يوم القيامة، إن رعيتهم حق الرعاية أصبت.

 

وإن خنت الأمانة وضيّعت فالله لا يحب الخائنين، فعوّد الأبناء والبنات على كل خير، وعوّد الأولاد على المحافظة على المسجد، عوّدهم على إقام الصلاة والعناية بها، حُثهم على مكارم الأخلاق، وحثهم على البر والصلة، وحُثهم على إفشاء السلام وطيب الكلام، رغبهم في حسن المعاملة، حبب الصدق إلى نفوسهم، وكرّه الكذب إلى نفوسهم، حبب إليهم الأقوال الطيبة، وكرّه لهم الأقوال البذيئة، علمهم حسن التعامل مع الآخرين مع الأهل ومع الجيران والأرحام، حثهم على المكارم والفضائل لينشؤوا النشأة الصالحة الطيبة المباركة، فإن هؤلاء الأولاد متى أحسنت تربيتهم نِلت بهم السعادة في الدنيا والآخرة، واسمع نبيّك صلى الله عليه وسلم إذ يقول “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”

 

فأنت في ظلمات الألحاد تصل إليك دعوات أولئك الأبرار الأخيار، يسألون الله لك ويدعون الله لك، وأنت فى لحدك قد انقضى عملك، وأصبحت فريدا في لحدك وحيدا، تتمنى مثقال ذرة من خير، وإذا الدعوات الصادقة الصادرة من الأبناء والبنات الذين طالما غرست الفضائل في نفوسهم، وحببت الإيمان إلى قلوبهم، فدعواتهم تصعد إلى الله لك بالمغفرة والرضوان والتجاوز، فما أنعمها من حال وما أطيبه من فضل، هكذا التربية الصالحة ونتائجها الحميدة، وثمارها المباركة، ومن الممارسات المعينة على ذلك هو استشارة الأبناء في بعض الأمور المتعلقة بالمنزل ونحوه واستخراج ما لديهم من أفكار مثل أخذ رأيهم في أثاث المنزل أو لون السيارة المزمع شرائها للأسرة ومكان الرحلة والتنسيق لها مع طلب أن يبدي الطفل أسباب اختياره لرأي ما.

 

وأيضا تعويد الأبناء على القيام ببعض المسؤوليات كالإشراف على أمور واحتياجات الأسرة في حال غياب الأب أو انشغاله، وتعويدهم على المشاركة الاجتماعية وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم ومجتمعهم وإخوانهم المسلمين إما بالدعوة إلى الله أو إغاثة الملهوفين أو مساعدة الفقراء والمحتاجين وأيضا تدريبهم على اتخاذ القرار وتحمل ما يترتب عليه، فإن أصابوا شجعوا وشد على أيدهم وإن أخطأوا قوموا وسددوا بلطف، وأيضا تخصيص وقت الجلوس مع الأبناء مهما كان الوالدان مشغولين، فلا بد من الجلوس الهادف معهم لمؤانستهم وتسليتهم وتعليمهم ما يحتاجون إليه فهذه الجلسات الهادفة لها من الآثار الجانبية ما لا حصر له من الشعور بالاستقرار والأمن وهدوء النفس والطباع، وأيضا الإصغاء إليهم إذا تحدثوا وإشعارهم بأهميتهم وأهمية ما يقولون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى