مقال

الدكرورى يكتب عن مسجد قباء ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن مسجد قباء ” جزء 2″

بقلم / محمــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع مسجد قباء، فعن ابن أبي أوفى لما توفيت امرأته جعل يقول احملوها وارغبوا في حملها، فإنها كانت تحمل ومواليها بالليل حجارة المسجد الذي أسس على التقوى، وكنا نحمل بالنهار حجرين حجرين و قد ورد أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر بان يركب الناقة، ويسير بها ليخط المسجد على ما تدور عليه، فلم تنبعث به، فأمر عمر فكذلك، فامر عليا، فانبعثت به، ودارت به، فأسس المسجد على حسب ما دارت عليه، وقال صلى الله عليه وسلم ” إنها مأمورة ” وعن الشموس بنت النعمان قالت كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حين بنى مسجد قباء، يأتي بالحجر قد ألصقه إلى بطنه فيضعه، فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع، حتى يأمره صلى الله عليه وسلم أن يدعه ويأخذ غيره، وما زال البناء يرتفع.

 

والصحابة الكرام كخلية النحل، عملا دائبا، تعلو وجوههم الفرحة والابتسامة، وهم يعملون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اكتمل بناء هذا المسجد الذي أسس على التقوى، ولهذا المسجد فضيلة أوردها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مبينا ثواب الصلاة فيه فقال “من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عُمرة ” ويقع هذا المسجد في جنوب غربي المدينة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي خمسه كيلو مترات، وفيه بئر تنسب إلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وفي هذا المكان مبرك الناقة القصواء ناقة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وأما مساحة بنائه حين أنشئ فليست معلومة تماما، وقد ورد أنه أول إنشائه لم يكن به محراب، وقد اهتم المسلمون به على اختلاف عصورهم.

 

فجدد بناءه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم في عصر بني أمية في خلافة عمر بن عبد العزيز، وتتابع الخلفاء من بعد على توسيعه وترميمه، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عام ألف وربعمائة وستة من الهجرة، حيث بلغت مساحة المصلى وحده خمسة ألاف وخمس وثلاثون مترا، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له ثلاثة عشر وخمسمائة مترا، وعلى الرغم من أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ذكر الفضل العظيم للصلاة في مسجد قباء، إلا إنه لم يثبت أن الصلاة تتضاعف فيه بخلاف المساجد الثلاثة التي ذكرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، التي تشد الرحال إليها وتتضاعف أجور الصلوات فيها، والمساجد هي المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصي، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

 

” الصلاة في مسجد قباء كعمرة” وعنه صلى الله عليه وسلم قال ” من خرج حتى يأتي هذا المسجد أى مسجد قباء، فصلى فيه كان له عدل عمرة” وعنه صلى الله عليه وسلم قال ” من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولم يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له مثل أجر المعتمر إلى بيت الله” فاللهم ارزقنا الصلاة فيه يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى