مقال

الدكرورى يكتب عن والي مصر عبد الله بن سعد ” جزء 1″

الدكرورى يكتب عن والي مصر عبد الله بن سعد ” جزء 1″

بقلم / محمــد الدكـــرورى

 

والي مصر عبد الله بن سعد، هو عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش العامري القرشي، وهو الأمير قائد الجيوش أبو يحيى عبد الله بن سعد بن أبي السرح ، وأمه مَهانه بنت جابر من الأشعريين وقد أسلم عبد الله بن أبى السرح أول مرة قبل صلح الحديبية وكان حسن الإسلام وموضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم وأناله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مهمة كتابة الوحي مع عدد من الصحابة الكتاب، وقد شك عبد الله في نبوة النبى صلى الله عليه وسلم فأستغل ثقة النبي صلى الله عليه وسلم به والمكانة التي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم فيها بشكل سئ، فقام بتحريف الوحى أثناء كتابته، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أملى عليه “إن الله كان سميعا عليما”

 

يكتبها عبد الله “إن الله كان عليما حكيما” ولما لم يكتشف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك التحريف، وشك عبد الله في نبوة النبى صلى الله عليه وسلم وترك المدينة المنورة هاربا سرا إلى مكة ليلا، وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى ديانة العرب وأنه اكتشف كذب نبوة النبى محمد وروى قصته مع تحريف القرآن، وقيل أنه نزلت في عبد الله بن أبي سرح، الآيه ” ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ” من سورة الأنعام، وفى السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة، وكان هناك أحد عشر شخصا، ثمانية رجال وثلاث سيدات، قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ولو وجودوا متعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهم، ولم يُقتلوا جميعا وإنما تم قتل بعضهم وعفى عن بعضهم بعد أن توسط لهم أقاربهم.

 

ومعارفهم وأشقائهم وأزواجهم لدى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن أبى السرح ممن عُفي عنهم، وكان شقيق عثمان بن عفان في الرضاعة، فأختبأ في منزله، أى منزل عثمان، ولما وجده عثمان قال له عبد الله، يا أخى إنى والله أخترتك فأحتسبنى ها هنا وإذهب إلى محمد وكلمه في أمرى، فإن محمدا إن رآنى ضرب الذي فيه عيناى إن جُرمى أعظم الجرم وقد جئت تائبا فقال له عثمان بن عفان بل تذهب معى، فقال عبد الله والله لئن رآنى محمد سيضرب عنقى ولا يناظرنى، فقد أهدر دمى وأصحابه يطلبوننى في كل موضع، فقال له عثمان بل تنطلق معى ولا يقتلك إن شاء الله، فلم يرعي النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبى السرح واقفين بين يديه فأقبل عثمان بن عفان على النبي صلى الله عليه وسلم.

 

فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملنى وتمشيه وترضعنى وتقطعه وكانت تلطفنى وتتركه فهبه لى، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وجعل عثمان كلما أعرض عنه رسول الله بوجهه أستقبله فيعيد عليه هذا الكلام فإنما أعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم إرادة أن يقوم رجل فيضرب عنقه لأنه لم يؤمنه فلما رأى ألا يُقدم أحدا، وعثمان قد أكب على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله، تبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله، فداك أبى وأمى يا رسول الله، تبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله، فقال رسول الله نعم، وبعد رحيلهما التفت إلى أصحابه وقال ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتله ؟ فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلى يا رسول الله ؟ فوالذي بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فأضرب عُنقه.

 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم، أنه لا يجوز له أن يكون خائن الأعين، وهكذا عاد عبد الله بن أبى السرح إلى مجتمع الإسلام بعد وساطة عثمان بن عفان له لدى النبي صلى الله عليه وسلم ويقال أن إسلامه قد حسن بعد ذلك وإن كان ما نقلوه عنه وخاصة صراعه مع ابن العاص وما فعله بمصر بعد أن تخلص من عمرو بن العاص واليها لا يؤكد ذلك، وقد شارك عبد الله في الفتوح بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى جورار ربه، فكان والي مصر في خلافة عمر بن الخطاب هو عمرو بن العاص الذي حكمها ما يقرب من أربع سنوات، وتوفي عمر وهو والي عليها، وقد أقره عثمان بن عفان في بداية خلافته فترة من الوقت وكان يساعده في عمله في بعض نواحي مصر عبد الله بن أبي السرح الذي كان مصاحبا لعمرو بن العاص منذ أيام فتوحه في فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى