مقال

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 9”

الدكروري يكتب عن الملك الأسد سرجون الأكدي “جزء 9”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع الملك الأسد سرجون الأكدي، والتبعية للدوله السومرية منذ آلاف السنين مع دول الخليج العربي ومناطق الجزيرة مع العراق القديم، وكما قام بحفر الاقنيه واقام مشاريع الري، وازدهرت العلوم والفنون، وبعد ذلك تمكن من الاستيلاء على نيبور وبعد ذلك تمكن من الاستيلاء على اور، ثم اتجه شرقا نحو لكش ووحدها ضمن مملكته وبعد ذلك اتجه إلى جنوب شرق بمحاذاة الخليج العربي وبهذا تمكن من توحيد جميع المدن السومرية، وبعد ذلك برز خصم اخر لسرجون الاكدي وهو كاشتوبليا ملك مدينة كازالا التي تقع قرب مدينة ماري الشوباري، ولكن سرجون الاكدي تمكن من هزيمته وضم مملكته اليه بعد ذلك قام سرجون بتأسيس جيش قوي من السومريين والأكديين الساميين وهذا مما ساعد الساميين الذين كانوا في بلاد ما بين النهرين ان يستولوا على مقاليد الحكم واصبحت اللغة الأكدية.

 

هي اللغة الرسمية في بلاد الرافدين كما تطورت التجارة بين الساميين في بلاد الرافدين، وبين المدن والمستعمرات السامية في الخليج العربي، مثل مجان وميلوحا ودلمون, واصبحت الالهة السامية هي الالهة الرسمية في امبراطورية سرجون لكن الساميين احترموا الآلهة السومرية، وتركوا حرية العبادة للسومريين فبرزت الهة سامية مثل الاله انو والآلهة إنليل، وإنليل هو الذى عُرف لاحقا باسم إليل، وهو إله سومري قديم، ويُعتبر هو إله الرياح والهواء والأرض والعواصف، وقد اعتبر في البداية رئيس آلهة البانثيون السومري، ولكن عبده الأكاديون والبابليون والآشوريون والحوريون لاحقا وكان معبد إكور في مدينة نيبور مركز عبادة الإله إنليل الرئيس، واعتقد أن إنليل بنى معبده بنفسه، واعتبر الحبل الرابط، بين الأرض والسماء، ويُشار إلى إنليل في بعض النصوص السومرية بلقب نونامنير، وهذا وفقا لإحدى الأناشيد الملحمية السومرية.

 

وكان إنليل مقدسا لدرجة شديدة، حتى أن الآلهة الأخرى لم تستطع النظر إليه، وقد برز دور الإله إنليل خلال القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد مع ازدهار نيبور، وقد اضمحلت عبادة إنليل بعدما دمر العيلاميون مدينة نيبور في العام ألف ومائتان وثلاثين قبل الميلاد، وخُلع عن رئاسة آلهة البانثيون السومري على يد الإله البابلي مردوخ، وكان الإله بيل النظير البابلي للإله إنليل ومردوخ وإله الرعي تموز أو دموزي، وقد لعب إنليل دورا شديد الأهمية في أسطورة الخلق السومرية، ففصل أنو، وهو السماء، عن كي، وهو الأرض، وهكذا جعل الأرض موطنا قابلا لعيش البشر عليها، وفي أسطورة الطوفان السومرية، يكافئ إنليل الملك زيوسودرا بالخلود لأن الأخير استطاع النجاة من الطوفان، وفي أسطورة الطوفان البابلية، يكون إنليل سبب هذا الطوفان، فهو الذي بعثه ليبيد العرق البشري لأن البشر أصدروا ضجيجا صاخبا منع الإله إنليل من النوم.

 

وتحكي أسطورة إنليل ونينليل قصة مساعي إنليل المتكررة لإغراء نينليل عن طريق عدة مظاهر وتجليات، ما أدى إلى ولادة إلهة القمر نانا وآلهة العالم السفلي نرغال ونينازو وإنبيلولو، وقد اعتبر إنليل مخترع القزمة أداة، وراعي الزراعة، يظهر إنليل أيضا، وبشكل رئيس، في عدد من الأساطير الأخرى التي تحكي قصة ابنه نينورتا، من بينها أسطورة آنزو ولوح الأقدار ولوغالي، وبعد ذلك اتجه سرجون لفتح البحر الأبيض المتوسط وبذلك اصبح سرجون أول امبراطور في التاريخ القديم وأول من وحد اراضي العراق اليوم، وبعد ان وحد سرجون المدن السومرية والسامية قرر توجيه فتوحاته إلى الشمال وتمكن من السيطرة على مدن ماري ويارموتي وإبلا وثم اتجه نحو غابات الارز في لبنان وإلى الجبال الفضية وهى جبال طوروس وتمكن الأكديون من الاستيلاء على الطرق التجارية المهمة التي كانت تنقل الخشب والمعدن التي كانت بمحاذاة نهر الفرات.

 

وبعد ذلك توجه سرجون نحو الشرق وتمكن من الاستيلاء على المدن العيلامية وتمكن من ضم مدينة اوان وثم استولى على مدينة شوشان وبارهاشي وكافة المناطق المجاورة لهذه المدن اصبحت تحت السيطرة الاكدية، وقد كشفت أحد ملاحم في تل العمارنة المكتوبة بااللغة الأكادية عن ان سرجون هاجم القبائل الحيثية والحورية في قلب الأناضول وحارب ملك مدينة بوروشاندا وتمكن من ضم تلك المدينة أيضا وكان هذا انجازا كبيرا يحسب لسرجون إذ الذي فعله كان في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد واكدت الحفريات في تركيا وجود الجيش الاكدي في الاناضول ونفس الملحمة اكدت بأن الملك سرجون قام بالسيطرة على السواحل الغربية للبحر الأبيض المتوسط وكذلك بأنه تمكن من انشاء اسطول في البحر الأبيض المتوسط واتجه نحو جزيرة قبرص والتي كان اسمها في ذلك الوقت كريت، وقام بمحارية كيفتيو التي كانت احدى المواقع في قبرص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى