مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبي إسحاق السبيعي ” جزء 3″

الدكروري يكتب عن الإمام أبي إسحاق السبيعي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام أبي إسحاق السبيعي، وعن عبيد الله بن عمرو قال جئت محمد بن سوقة معي شفيعا عند أبي إسحاق، فقلت لإسرائيل، استأذن لنا الشيخ، فقال لنا صلى بنا الشيخ البارحة فاختلط قال فدخلنا عليه، فسلمنا وخرجنا، إلا أنه اخرجا له صاحبي الصحيحين من طريق زهير بن معاوية و احتج كلاهما به في ثمان و ثلاثين موضعا منها ما اخرجه البخاري في كتاب الإيمان، وعن زهير، قال حدثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال أخواله من الأنصار، وأنه “صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم ” فخرج رجل ممن صلى معه.

 

فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك. قال زهير: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم ” وحدث عنه محمد بن سيرين وهو من شيوخه والزهري وقتادة وصفوان ابن سليم وهم من أقرانه ومنصور والأعمش وزيد بن أبي أنيسة وزكريا ابن أبي زائدة ومسعر وسفيان ومالك بن مغول وشعبة بن الحجاج وولده يونس بن أبي إسحاق وحفيده إسرائيل وزائدة بن قدامة وإسماعيل ابن أبي خالد وأشعث بن سوار والمسعودي وعمار بن زريق.

 

والحسين ابن واقد والحسن بن صالح بن حي وإبراهيم بن طهمان وأبو وكيع الجراح ابن مليح وجرير بن حازم وحمزة الزيات وفطر بن خليفة وورقاء بن عمر وشعيب بن صفوان وشعيب بن خالد ورقبة بن مصقلة وزهير بن معاوية وأخوه حديج بن معاوية وأبو عوانة الوضاح وشريك القاضي وأبو الأحوص سلام بن سليم وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وخلق كثير وهو ثقة حجة بلا نزاع وقد كبر وتغير حفظه تغير السن ولم يختلط قرأ عليه القرآن عرضا حمزة بن حبيب فهو أكبر شيخ له في كتاب الله تعالى وغزا الروم في دولة معاوية وقال سألني معاوية كم عطاء أبيك قلت ثلاث مئة في الشهر يعني قال ففرضها لي قلت نعمة طائلة إذا حصل للفارس قديما وحديثا في الشهر ثلاث مئة درهم مع نصيبه من المغانم قال علي بن المديني.

 

وروى أبو إسحاق عن سبعين رجلا أو ثمانين لم يرو عنهم غيره وأحصيت مشيخته نحوا من ثلاث مئة شيخ وقال علي في موضع آخر أربعمائة شيخ وقيل إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا قال أبو حاتم هو يشبه الزهري في الكثرة وقال الأعمش كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق قالوا هذا عمرو القارىء الذي لا يلتفت ابن فضيل عن أبيه قال كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث، وكان أبو إسحاق السبيعي يحرّض الشباب فيقول لهم ما أستطيع أن أستوي قائما حتى أعتمد على رجلين، وإذا اعتدلت قائما قرأت بألف آية، وقال أبو الأحوص قال لنا أبو إسحاق يا معشر الشباب، اغتنموا يعني قوتكم وشبابكم قلما مرّت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر.

 

والاثنين والخميس، ثم تلا قول الحق ” وأما بنعمة ربك فحدث” وقال أحمد بن عمران سمعت أبا بكر يقول قال أبو إسحاق ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران، وقال الأخنسي حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقدر أن يقوم حتى يُقام، فإذا استتمّ قائما قرأ وهو قائم ألف آية، وقال أبو إسحاق قد كبرت وضعفت ما أصوم إلا ثلاثة من الشهر، والاثنين والخميس، وشهور الحرم، وقال ابن عُيينة قال عون بن عبدالله لأبي إسحاق ما بقي منك؟ قال أقرأ البقرة في ركعة، قال بقي خيرُك، وذهب شرّك، وقال شريك رأيت أبا إسحاق السبيعي وهو ابن تسعين سنة، وكان لا يقوم حتى ينام، وقيل حدثنا أحمد بن زهير حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى