مقال

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لإستقبال شهر رمضان ” جزء 5″

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لإستقبال شهر رمضان ” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الإستعداد لإستقبال شهر رمضان، وأيضا يعتق الله تعالى فيه الناس من النيران، فالله سبحانه وتعالى يتفضل على عباده الصائمين بأن يجعل منهم عُتقاء من النار، فى كل يوم والعتق يكون بابعاد المعتق عن النار، وإدخاله إلى الجنة، ويهيئ الله الظروف المناسبة لعباده لأداء العبادة وذلك بحبس الشياطين، وكثرة العتق من النار في رمضان لقول النبى صلى الله عليه وسلم” وينادى مناد يا باغى الخير أقبل ويا باغ الشر أقصر وله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ” ويستجيب الله من عباده الدعاء فرمضان موطن إجابة للدعاء، وللصائم دعوة مستجابة لا ترد، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي جماع الخير كله فاجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل الأوامر وترك النواهى فقال تعالى كما جاء فى سورة النساء

 

“يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” ثم اعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بمواسم الخيرات وأزمنة لمضاعفة أجور الطاعات، ومن هذه المواسم الفاضلة شهر رمضان المبارك فقد أظلكم شهر عظيم جعل الله فيه من جلائل الأعمال وفضائل العبادات وخصه عن غيره من الشهور، بكثير من الخصائص والفضل “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” فالله أكبر ما أعظم هذا الشهر وما أعظم منة الله علينا به، يزين الله تعالى جنته ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك، وهو شهر تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.

 

وشهر فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وإن لله فيه عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من رمضان ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه، وتستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا، وللصائم دعوة لا ترد، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ومن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ويعد شهر رمضان من أفضل شهور السنة عند الله عز وجل فهو شهر الصيام والقيام، وهو شهر عظيم للتزود فيه من الخير، وهو الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن الكريم، وينقسم الناس في استقباله إلى صنفين، صنف يتبعون فيه سنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام باستقباله بالدعاء، والفرح بقدومه، والاستعداد للعبادة فيه.

 

والتقرب إلى الله تعالى، وصنف يتثاقلون منه ومن صيامه، ولا يفرحون بقدومه، ويعدون أيامه كأنه ضيف ثقيل عليهم، ويفرحون بانتهاء الصيام فرحا شديدا لزوال هذا الشهر، ولا يتبعون فيه سنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ويعد الصيام من أركان الإسلام الخمس فلا يكتمل إسلام العبد إلا به لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” بنى الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان” ولقد فضل الله تعالى شهر رمضان على باقي شهور السنة، ومن ذلك تفضيل العبادة فيه فيبشّر الله عباده الصائمين بالجنة عند إكثارهم من الأعمال الصالحة لأن الله يضاعف لهم الحسنات في رمضان، كما يعينهم الله بإضعاف كيد الشيطان، ومما يزيد فى الأجر ومغفرة الذنوب صيام رمضان إيمانا بوجوبه.

 

واحتسابا للأجر والثواب من الله، وتحريا لسنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فيه، ومما يزيد في أجر الصيام أن الله سبحانه وتعالى استثناه من تحديد أجر له، بل جعل ثوابه مردودا إليه وذلك لأنه سر بين العبد وخالقه فالعبد يترك كل شيء لأجل الله ولهذا جعل الله ثوابه خاصا به، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل، إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلى ” وإن مضاعفة الحسنات في هذا الشهر يكون بالكم والكيف، فالله سبحانه وتعالى يضاعف الحسنة أكثر من مضاعفتها في الأيام الأخرى من غير أيام رمضان، وتصبح بعشرة أمثالها، ويضاعف عظمة أجرها، والعمرة فيه تعدل حجّة، أو حجّة مع النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، لقوله ” عمرة فى رمضان تقضى حجة أو حجة معى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى