مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عطاء الخفاف

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عطاء الخفاف
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام عطاء الخفاف، هو الإمام الصدوق العابد المحدث، عبد الوهاب بن عطاء العجلي الخفاف، وهو من رواة الحديث النبوي الشريف، وحديثه في درجة الحسن، وكان مولى بني عجل، وكنيته أبو نصر البصري، ولد في البصرة، وسكن بغداد فنزلها وأوطنها ولزم السوق بالكرخ، ولم يزل بها حتى مات، وعرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة وكتابته لكتبه، وكان كثير الحديث وروي أنه كان عبدا صالحا بكاء، وتوفي سنة مائتان وأربعة من الهجرة، وقد حدث عن حميد الطويل، وسعيد الجريري، وسليمان التيمي، وأبي عون، وخالد الحذاء، وثور بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة فأكثر عنه، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وأبي عمرو بن العلاء، وداود بن أبي هند دينار القشيري، وعمران بن حُدير، وابن جريج، ومالك وهشام وحسان وإسرائيل وإسماعيل بن مسلم.

وحدث عنه أحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، ويحيى بن جعفر بن أعين البارقي، والحارث بن أبي أسامة، إسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعمرو بن زرارة النيسابوري، محمد بن عبد الله الرزي، وعبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد بن سليمان الأنباري، ومحمد بن حاتم بن بزيع، ومحمد بن أحمد بن العوام الرياحي، والوليد الفحام، ويحيى بن أبي طالب، وأما عن مرتبته عند أهل الحديث، فقال عنه يحيى بن معين بأنه ثقة، وكذلك قال الدارقطني وغيره، وقال محمد بن إسماعيل البخاري عنه ليس بالقوي، وروى عبد الملك الميموني عن أحمد بن حنبل قال ضعيف الحديث مضطرب.

وقال الذهبي عنه بأنه حديثه في درجة الحسن، وقال عبد الرحمن المباركفوري بأنه صدوق ربما أخطأ، أنكروا عليه حديثا في فضل العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة، وقال عثمان بن أبي شيبة عنه عبد الوهاب بن عطاء ليس بكذاب، ولكن ليس هو ممن يتكل عليه، وذكره ابن حبان في الثقات، ووقال النسائي ليس به بأس، وكذلك قال ابن عدي، وقال الحسن بن سفيان هو ثقة، وقال البزار عنه أنه ليس بقوي، وروى الأثرم عن أحمد قال كان عبد الوهاب عالما بسعيد، وقال يحيى بن جعفر بلغنا أنه كان مستملي سعيد، وكان أكثر الناس بكاء، وقال أبو حاتم بأنه كان يكتب حديثه، وقال أبو زرعة هو أصلح من علي بن عاصم روى عن ثور حديثين ليسا من حديثه، قلت أحدهما في العباس ” اللهم اخلفه في ولده ” حسنه الترمذي، ونقل الذهبي في الميزان.

أن أبا سليمان الداراني قام من مسجده ولم يصل خلفه لأنه يرى القدر، ووثق الراوي لها، ولم يشر ابن حجر لذلك فخالف شرطه، وإن الذي يظهر من حياة الإمام عطاء الخفاف هو أن ما قاله الذهبي وابن حجر هو الراجح في حاله، لأن له بعض الأوهام التي أنزلته عن مرتبة الثقة إلا أنها ليست بالكثيرة ولا بالشديدة التي تضعفه بها، ولذا وثقه تلميذاه الإمامان الناقدان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهما أعرف به من غيرهما، أما قول من قال عنه أنه ليس بقوي وما شابهها، فهي في الأصل من عبارات الجرح الخفيفة، إلا أنها قد تكون من باب نفي كمال القوة، إذا احتفت بها قرائن، كما هو الحال هنا، ويدل على ذلك قول أبي حاتم وهو يقول محله الصدق ثم قوله وليس عندهم بقوي الحديث، وقول الساجي هو صدوق، ثم قوله ليس بقوي عندهم.

وقد قال الذهبي وبالاستقراء إذا قال أبوحاتم ليس بالقوي، يريد بها أن هذا الشيخ لم يبلغ درجة القوي الثبت، وقد اختلف في سماعه من ابن أبي عروبة، والراجح أنه سمع منه قبل الاختلاط قال ابن سعد سمعت عبد الوهاب بن عطاء قال جالست سعيد بن أبي عروبة سنة ست وثلاثين ومائة، وقال الآجُرّي سئل أبو داود عن السّهمي والخفاف في حديث ابن أبي عرُوبة، فقال عبد الوهاب أقدم، فقيل له عبد الوهاب سمع في الاختلاط، فقال من قال هذا؟ سمعت أحمد بن حنبل سئل عن عبد الوهاب في سعيد بن أبي عروبة، فقال عبد الوهاب أقدم، وفيما نقل عنه ابن سعد أكبر دليل على قدم سماعه فإن سعيد بن أبي عروبة اختلط سنة اثنتين وأربعين ومائة على القول الراجح، وقال البخاري بأن عبد الوهاب بن عطاء أبو نصر الخفاف بصري نزل بغداد.

ولما قدم عبد الوهاب بن عطاء كتب إلى أخيه يا أخي، احمد الله إن أخاك حدث وصدق، وقال زكريا بن يحيى الساجي، قال: عبد الوهاب بْن عطاء الخفاف صدوق ليس بالقوي عندهم، خرج إلى بغداد من البصرة فكتبوا عنه، فكتب إلى أخيه، إني قد حدثت ببغداد فصدقوني وأنا أحمد الله على ذلك، وقال محمد بن سعد، قال عبد الوهاب بن عطاء من أهل البصرة لزم سعيد بن أبي عروبة وعرف بصحبته، وكتب عنه كتبه، وكان كثير الحديث معروفا، ثم قدم بغداد فنزلها وأوطنها، ولزم السوق بالكرخ، ولم يزل بها حتى مات، وقال أحمد بن حنبل كان عبد الوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة، وقال يحيى وبلغنا أن عبد الوهاب كان مستملي سعيد، وكان عبد الوهاب أكثر الناس بكاء، وما كان يقوم من مجلسه حتى يبكي أنبأنا ابن رزق.

وعن عبد الله بن أحمد، قال سمعت أبي يقول كان الخفاف يقرأ لهم عند سعيد التفسير، قال وكان عبد الله بن سلمة، يعني الأفطس، يقول يا عبد الوهاب طرب طرب، وعن أبو سعيد الصيرفي، قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم، يقول سمعت يحيى بن أبي طالب، يقول ” سمعنا من عبد الوهاب، يعني ابن عطاء في سنة ثماني وتسعين إلى سنة إلي عام مائتين وأربعة، ثم مات في سنة مائتين وأربعة في آخرها ” وقيل أن عبد الوهاب بن عطاء مات في سنة مائتين وأربعة من الهجرة، وقيل سنة مائتين وستة من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى