مقال

محمد أكسم يكتب : أحبار وأقلام

للقلم هيبة ومكانة عظيمة فى قلوب الجميع .. يعد من أهم أدوات العلم والمعرفة .. أول من عرفه الأطفال من أدوات وصار أغلى مقتنياتهم .. فضلاً عن منزلته عند الخالق فذكر به الوحي فى مهمته الأولى.
أداه ليست للتدوين والاستذكار وحفظ الإسرار والحقوق فحسب .. بل أهميته تكمن فى حفظ المعارف والعلوم الإنسانية وتبويبها وحراستها ونقلها للأجيال على مر العصور .. فضلا عن انه يربط بين أفكار العلماء فى الأزمنة المختلفة فى الماضي والحاضر والمستقبل وعصور ما قبل استخدامه يعرف بعصور ما قبل التاريخ.
مازال محتفظاً بوقاره وشموخه رغم التطور التكنولوجي السريع,مازال مرتبط بالإنسان ارتباطاً تليداً منذ الأزل .. مهما بلغ التطور منتها من سرعة الأداء فى التنفيذ .. لكن للحبر رائحة يستحيل الاستغناء عنها أو استبدالها بآله حاسوب .. فسيظل جزاً أصيلا من هوية الإنسان المثقف وغير المثقف يحتل معاني فى وجدانه.
يتحمل أصحاب الفكر مسؤوليته .. فهو ريشة ترسم كلمة تتحكم فى مصير إنسان من الممكن أن تكون طيبة تعلو بها الهمم و ترشده للصواب أو تكون خبيثة تؤدى به للهلاك فهي تعكس الشخصية الحقيقية لراسمها.
فالكلام اخطر من الرصاص والقلم اخطر من السلاح فالكتابة اقوي من القول والقلم اقوي من اللسان .. فالجملة المكتوبة تظل محفورة فى الوجدان غير المسموعة والعقل المستنير لايعرف سلاحاً سوى القلم المستنير .. فيعتبر مسؤولية كبيرة لحامله.
ينبغي أن تكون الكلمة منبعها الصدق والمعلومة الصحيحة المؤكدة.
ينبغي على كل من أراد أن يكون صاحب فكر واخذ من القلم سلاحاً موجهاً نحو الظلم وأن يعلم جيدا أنه اخذ المسؤولية على عاتقه وان الكتابة رسالة ومسؤولية إنسانية عظيمة وثقيلة وعقول الناس أمانة.
ينبغي على العقول أن تفرق بين الكلام الطيب الظاهري وبين المعنى الخبيث المتخفي بين السطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى