مقال

الدكروري يكتب عن رابطة الصدق بالإيمان ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رابطة الصدق بالإيمان ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع رابطة الصدق بالإيمان، فقال رجل من بني سلمة من قرابة كعب بن مالك يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه، فانبرى له معاذ رضي الله عنه وأرضاه، سيد العلماء الذي يأتي أمامهم يوم القيامة برتوة فقال لا والله ما قلت خيرا، والله ما علمنا فيه إلا خيرا، والله ما علمناه إلا صادقا مجاهدا، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلق على الحادث، وبينما الرسول صلى الله عليه وسلم جالس تحت الشجر وإذا برجل أقبل كالصقر على ناقة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة، فاقترب الرجل فإذا هو أبو خيثمة وهو أحد المجاهدين الكبار في الإسلام وسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين أبو ذر؟ قالوا تخلف يا رسول الله قال “إن يرد الله به خيرا يلحق بنا” وأبو ذر مسكين فقير، يحشر يوم القيامة مع عيسى بن مريم.

زاهد ليس عنده إلا جمل قحل هزيل، أتى بهذا الجمل فركبه فرفض الجمل أن يقوم وبرك على الأرض، فأخذ أبو ذر متاعه على كتفه ومشى في الأرض ليلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبينما هم جلوس وإذا بأبي ذر يطل عليهم ويمشي في آخر الصحراء فقال النبي صلى الله عليه وسلم “كن أبا ذر، فاقترب فإذا هو أبو ذر، قال رحمك الله يا أبا ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك” وانتهى صلى الله عليه وسلم من الغزوة، لكن كعب بن مالك واثنان معه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع وهؤلاء الثلاثة صدقوا لكن تخلفوا بلا عذر، أخذتهم من الهموم والغموم ما لا يعلمه إلا الله، قال كعب فكنت في غياب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج في الأسواق فلا أرى إلا منافقا، أو شيخا كبيرا عذره الله أو طفلا أو امرأة، فأزداد هما إلى همي.

قال وسمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من تبوك إلى المدينة الآن يتهيأ بحجج، وبراهين، ماذا يقول للرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يتكلم معه؟ وما هو عذره؟ إن كذب فسوف يكذبه الله تعالي من السماء بالوحي، وإن صدق فسوف يهلك، في الأخير قال لما أقبل الرسول صلى الله عليه وسلم حضرني بثي، والبث هو أشد الحزن، حيث قال تعالى كما جاء في سورة يوسف ” إنما أشكو بثي وحزني إلي الله” قال حضرني بثي وغمي وعلمت أني لا أخرج من غضب الله ولا من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالصدق، قال فلما نزل صلى الله عليه وسلم المدينة بالجيش توضأ وبدأ بالمسجد صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، ثم جلس للناس يفتيهم ويأخذ أخبارهم ويستقبلهم ويسلمون عليه ويرحبون به لأنه غاب صلى الله عليه وسلم.

ما يقارب شهرا أو أكثر، فصلى عليه الصلاة والسلام ركعتين ثم جلس، فقال كعب بن مالك فتقدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فلم أدري هل ردّ عليّ السلام أم لا ووضع يده في يده حتى وضعت يميني ما أنازعها في كف ذي نقمات قوله القيل فقال لي صلى الله عليه وسلم “يا كعب بن مالك ما تخلف بك؟ أما كنت ابتعت ظهرك؟ فقال كعب والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من غضبه بكلام، إني رجل شاعر، وإني قد أوتيت جدلا أي بمعني إني رجل فصيح يستطيع أن يتكلم لكن يا رسول الله، لئن غضبت عليّ اليوم في صدق أقوله أرجو من الله عز وجل أن ترضى عني غدا، قال قم حتى يقضي الله فيك وفي صاحبيك، فقام رضي الله عنه وأرضاه لا يكاد يرى الطريق من الهم والغم، فلحقه قرابته من بني سلمة.

قالوا كلنا اعتذر إلا أنت ما أحسنت تعتذر، فعد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأحسن واعتذر بعذر، فقال رضي الله عنه وأرضاه والله ما زالوا بي حتى أردت أن أعود فأكذب نفسي عند الرسول صلى الله عليه وسلم لكن عصمه الله تعالي، قال فسألتهم هل معي أحد وقع في مثل ما وقعت فيه من التخلف؟ قالوا معك رجلان هلال بن أمية ومرارة بن الربيع، قال فذكرا لي رجلين من أهل بدر صالحين، قلت لي بهم أسوة قال فخرجت من المسجد، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل المدينة رجالا ونساء وأطفالا وقال لا تكلموا الثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع، فمنع صلى الله عليه وسلم الناس من كلامهم، فقال كعب بن مالك فتغيرت لي الأرض التي كنت أعهد، فوالله ما هي التي كنت أعرف، وضاقت عليّ الدنيا بما رحبت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى