مقال

أنا والأمومة

جريدة الاضواء

أنا والأمومة

 

بقلم/مهندسة هند السيد شحاتة

 

الأمومة شعور لا يوصف تعجز جميع الكلمات عن الوصف لذلك الشعور المتأصل في كل منا

 

فالأمومة بالنسبة لأي إنسان هي الحياة فنحن من غير أمهاتنا لانساوي شيئا وإذا حاولنا أن نكتب فلن نوفيها حقها علينا ولن تجد حلاوة هذا الإحساس إلا عندما تكون أيا منا أما

 

فالأم بين يديها كبرنا وفي دفئ قلبها إحتمينا وبين ضلوعها إختبأنا ومن فيض عطائها إرتوينا

 

فالأم تبقي كما هي في حياتها وبعد موتها في صغرها وفي كبرها هي عطر يفوح شذاه وعبير يسمو في علاه وزهرة نشتم رائحتها

 

هي حنان وجمال هي أمان ومحبه هي رحمة وألفة وتدرك ذلك كله عندما يناديكي طفلك بأول كلمة أمي فهي كلمة صادقة تنطق بها جميع مخلوقات الله طلبا للحب الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه

 

أحسست هذا الإحساس وأنا أم للمرة الأولى في مقتبل حياتها ترعي إبنتها ذات الشهور الثمانية عشر من عمرها عندما اداعبها فأنا أداعب أمي أنا بل عندما تتزاحم الأفكار ويضيق صدري بالهموم أو أحتاج الي وطن يحميني وصدر يأويني ناديت أمي في صورة إبنتي

 

قد يصعب وصف شعور المرأة عندما تصبح أما للمرة الأولى وغالبا لاتستطيع الأم أن تفهم طبيعة الوضع الذي أصبحت فيه

 

إحساس بالمسؤولية وخوفا علي وليدها وحب تختبره لأول مرة بل قد يحدث الكثير من الإرتباك في المشاعر الذي يحدثها الطفل الاول في حياة أيا منا من خلال تصرفاته

 

تجربة الأمومة تجربة قوية مزلزلة في حياة كل من تمر بتلك التجربة للمرة الأولى بل مازلت أكتشف كل يوم كل جديد بل أوقن بذلك في علاقتي مع طفلي

 

عليكي بعض المسؤوليات فمثلا من غير المنطق أن تجبري طفلك علي شيئ رغما عنه فالطفل إنسان مثلنا لديه احتياجات يريد أن يعبر عن مشاعره فحاولي أن تعلميه الطريقة الصحيحة للتعبير عنها وما عليكي إلا أن تتقبلي الوضع ولاتبالغي في ردود فعلك فالأمومة ليست بتلك السهولة التي كنا نعتقدها

 

فهي أعظم إحساس تتفوة به الشفاة البشرية كنت لا أفهم مدي تأثيرها علي أمي إلا حينما تحاول إبنتي مناداتي

 

فأنا لم أعرف معني الأمومة إلا عندما رزقت بإبنتي عرفت حينها أن كل مايمكن أن أقدمه لأمي لايساوي ليلة واحدة سهرت الليل فيها من أجلي

 

فالأمومة هو ذلك الشعور الذي تطمح له كل أنثي ولو علا شأنها ومكانتها في المجتمع فقد نمتلك كل شئ ولكن ليس هناك مايضاهي حضن الأم وعطفها علي وليدها

 

وأستطيع أن أقول إن مستقبل أي مجتمع بين أيدي الأمهات فإذا كانت المرأة كما يدعون بظلمهم أنها سبب في ضياع العالم فهي وحدها من تستطيع إنقاذه

 

فهي العالم الذي لا ينتهي من الحب والتضحية والرحمة فهي الملاك الذي جعلها الله أمانا لنا من كروب الحياة وهي السند العظيم من كروب الأعمال

 

هذه تجربتي مع كوني أما للمرة الأولى في حياتي فاللهم اجعلنا بارين بامهاتنا واجعل اولادنا وبناتنا بارين بنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى