ثقافة

الدكروري يكتب عن الإمام الشعراوي ” جزء 6″

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء السادس مع الإمام الشعراوي، وأما عن الجوائز التي حصل عليها فضيلة الشيخ، فقد منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في الخامس عشر من شهر أبريل عام ألف وتسعمائة وست وسبعون ميلادي قبل تعيينه وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر، كما منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانون ميلادي وعام ألف وتسعمائة وثماني وثمانون ميلادي، ووسام في يوم الدعاة، وكما حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، وكما اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية.

لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر، جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام ألف وتسعمائة وتسع وثمانون ميلادي والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليا، ودوليا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة، واختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كشخصية العام الإسلامية في دورتها الأولى عام ألف وربعمائة وثماني عشر من العام الهجري الموافق عام ألف وتسعمائة وثماني وتسعون ميلادي، ويحكي الساعاتي، موقفا للشعراوي حدث بالفعل ذات مرة في فترة الستنيات وخصوصا حين قطعت العلاقات بين مصر والسعودية، وأمر الرئيس جمال عبد الناصر، بسحب البعثة الأزهرية التي كان يترأسها الشعراوي آنذاك.

ما تسبب في حزن شديد لدى الشيخ الشعراوي، وهو ما دفعه ليفكر قبل العودة إلى مصر أن يزور الرسول زيارة الوداع، من أجل وداع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي تطلب الأمر السفر من جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة إلى المدينة المنورة بمسافة تقارب ربعمائة وخمسون كيلو متر ليقف وهو يبكي بكاء شديدا، ومن ثم جلس في الروضة الشريف بعد أن صلى ركعتين لله عز وجل، فأخذته سنة من النوم، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الرؤيا يربت على كتفه ويقول له “لا تحزن يا شعراوي فإن لنا بابا بمصر هو الحسين، ليقم فرحا مسرورا مرددا الصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم، وعزم على زيارة الإمام الحسين فور عودته بالقاهرة، وعند وصوله إلى الباب الأخضر للإمام الحسين، لاحظ الشيخ أن عقارا يطل على الإمام الحسين يتم تشييده.

فحجز به شقة بالدور الثاني العلوي وشقة أخرى خصصها لإطعام الطعام، وبعد رحلة كفاح في طريق الدعوى حان الأجل وتوفي فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في اليوم الثالث والعشرين من شهر صفر، سنة ألف وأربعمئة وتسعة عشر للهجرة، الموافق سنة ألف وتسعمائة وثماني وتسعين ميلادي عن عمر يناهز التسعين عاما، وقد وافته المنيّة رحمه الله في منزله الكائن في الهرم يوم الأربعاء، الساعة السادسة والنصف، وكان ذلك بعد معاناة طويلة مع عدة أمراض، وقد نعاه علماء، ومفكرين، وأدباء، وسياسيي الأمة الاسلامية والعربية، كما تم تشييع جنازته من قريته دقادوس ودفن فيها بناء على وصيته بذلك رحمه الله تعالي كما توافد إلى حضور جنازته أكثر من مليوني شخص من متابعيه، ومحبيه، وتلامذته، ولا شك بأن العالم الإسلامي.

قد فقد بوفاة الشيخ الشعراوي علما من أبرز وأشهر علمائه، والذي لم يتوانى في خدمة المسلمين في كافة فروع العلم والمعرفة، وهكذا هي رسالة العلم والعلماء الذي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيّن أنه علامة الخير فقال ” من يرد الله به خيرا يفقه في الدين” وقال صلى الله عليه وسلم ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة” وخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا، والعلماء ورثة الأنبياء، والاشتغال بالعلم من الباقيات الصالحات، والصدقة الجارية بعد الممات، والثواب المستمر بعد الوفاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” فرحم الله العالم الجليل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى