مقال

الدكروري يكتب عن الإمام النووي ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام النووي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام النووي، والعمدة في تصحيح التنبيه، والإيضاح في المناسك في الفقه، وإرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق في مصطلح الحديث، والتقريب والتيسير في معرفة سنن البشير النذير وهو في مصطلح الحديث، والأربعون النووية وهو في الحديث، وبستان العارفين وهو في الرقائق، وشرح صحيح مسلم ويعد أحد أشهر الكتب التي شرحت الصحيحين، ومناقب الشافعي، وهو مختصر أسد الغابة في التراجم، والفتاوى أو المسائل المنثورة، وأدب المفتي والمستفتي مسائل تخميس الغنائم، ومختصر التذنيب للرافعي، ودقائق الروضة، ودقائق المنهاج، وتحفة طلاب الفضائل في التفسير والحديث والفقه واللغة، الترخيص في الإكرام والقيام في الفقه، ومختصر آداب الاستسقاء، ورؤوس المسائل، ومسألة نية الاغتراف.

 

وهذه مؤلفات أتمها، وهناك عدة مؤلفات لم يتمها منها المجموع شرح المهذب لأبي إسحاق الشيرازي في الفقه، وتهذيب الأسماء واللغات وهو في اللغة والتراجم، وقطعة من شرح الوسيط لأبي حامد الغزالي، وقطعة من شرح صحيح البخاري، وقطعة يسيرة من شرح سنن أبي داود، ومنشورة باسم الإيجاز في شرح سنن أبي داود، وقطعة في الإملاء على حديث الأعمال بالنيات، وكتاب الأمالي في الحديث، والخلاصة في أحاديث الأحكام، ومسوّدة من طبقات الفقهاء وقد بيّضه الحافظ المزي، وغيرها من الكتب، وأما عن رياض الصالحين، فيعد كتاب رياض الصالحين للإمام النووي واحدا من أشهر كتب الحديث النبوي الشريف، وقد تميّز النووي عن غيره من المُحدثين بأنه فقيه الأمة، وقلما اجتمع لعالم تبحر في الفقه وإتقان لعلوم الحديث، ويقول ابن العطار سمع البخاري ومسلما وسنن أبي داود والترمذي.

 

وسمع النسائي بقراءته، وموطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، والدارمي وأبي عوانة الأسفراييني وأبي يعلى الموصلي، وسنن ابن ماجة والدارقطني والبيهقي، وشرح السنة للبغوي، ومعالم التنزيل له في التفسير، وكتاب الأنساب للزبير بن بكار، والخطب النباتية، ورسالة القشيري، وعمل اليوم والليلة لابن السني، وكتاب آداب السامع والراوي للخطيب، وأجزاء كثيرة غير ذلك، يقول ابن العطار نقلت ذلك جميعه من خط الشيخ رحمه الله، وقد روى النووي أشهر هذه الكتب بالسند العالي إلى الأئمة المؤلفين، وقد شهد له بالعلم في الحديث كثير من العلماء، يقول الذهبي وهو أي يقصد النووي سيد هذه الطبقة، ويقول ابن العطار، حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عارفا بأنواعه كلها، من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظه وصحيح معانيه واستنباط فقهه.

 

ويقول الذهبي أيضا مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة، وتصفية النفس من الشوائب، ومحقها من أغراضها، كان حافظا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله، رأسا في معرفة المذهب، وأما عن كتاب شرح صحيح مسلم فيعد كتاب شرح صحيح مسلم للإمام النووي واحدا من أشهر الكتب الإسلامية، حتى قيل ما عرف الناس شرحا لكتاب في الحديث أتقن وأوفى وأبرع مع اختصار من كتاب شرح صحيح مسلم للنووي، فإنه لم يدع لقارئه مهما يبلغ علمه سؤالا في سره أو في علنه إلا ووجد جوابه فيه، من بحث السند إذا كان فيه ما يبحث، ومن لغة وما يتعلق بها، ومن تسمية لما يجهل اسمه، ومن شرح المعنى، ومما يستنبط من الحديث، ومن قال بظاهر الحديث ومن خالف وما حجته، مع فوائد كثيرة وعلوم غزيرة لا تستقصى.

 

ويقول علي الطنطاوي وأما شرح مسلم فهو كتاب جليل، لا أعرف في الشروح أجلّ منه إلا شرح ابن حجر على البخاري، وقال ابن كثير إنه جمع فيه شروح من سبقه من المغاربة وغيرهم، وقال السخاوي وقد استدرك شيخنا يعني ابن حجر العسقلاني، على الشيخ مواضع كان غرضه إقرارها بالتأليف فما اتفق له، وكان شديد الأدب معه حتى سمعته مرارا يقول لا أعرف نظيره، أما أبوه فهو شرف بن مُري، كان دُكانيا بنوى، أي كان له دُكان يبيع فيها ويشتري، ووصفه تلميذ النووي علاء الدين بن العطار بقوله الشيخ الزاهد الورع ولي الله، وقال الذهبي وكان شيخا مباركا، ولما مات صلوا عليه صلاة الغائب، وهذا يدل على شهرة صلاحه، وقد عاش بعد وفاة ابنه تسع سنين وقد جاوز السبعين، وكان أبوه في دنياه مستور الحال، مباركا له في رزقه، فنشأ النووي في ستر وخير وبقي يتعيش في الدكان لأبيه مدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى