مقال

الدكروري يكتب عن الشيخ بهاء الدين النقشبندي ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشيخ بهاء الدين النقشبندي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الشيخ بهاء الدين النقشبندي، هو العارف بالله الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي البخاري وهو حسيني من كبار العلماء الصوفية، وهو محمد بهاء الدين النقشبندي الحسيني الأويسي البخاري المعروف بشاه نقشبند، شيخ الطريقة التي أخذت اسمها من اسمه فأصبحت تعرف بعده بالطريقة النقشبندية، وولد في شهر المحرم سنة سبعمائة وسبعة عشر من الهجرة، وولد الشيخ محمد بهاء الدين شاه نقشبند في قصر هندوان، والتي سميت فيما بعد بقصر العارفان، وهي قرية في أوزباكستان بالقرب من بخارى، وأن محمد بابا السماسي بشر مريديه بظهوره قبل ولادته، وبعد ولادته ببضع سنوات، ما لبث أن جاء به جده إليه فأوكله إلى الشيخ الأمير كلال لتربيته، فبعد أن تلقى العلوم الشرعية صحب الشيخ محمد بابا السماسي، وكان في الثامنة عشرة من عمره.

 

وبعد وفاة السماسي صحب الشيخ كلال الذي اعتنى به ورباه، وكان زاهدا متقشفا حريصا على الكسب الحلال، وكان يأكل خبز الشعير الذي يزرعه بنفسه، وكان يلبس جُبّة من الصوف، وكان محبا للفقراء يصنع لهم الطعام بيده ويخدمهم ويواسيهم، ولذلك أحبه الجميع واعترفوا بفضله، وبعد إتمام التربية على يد الشيخ الأمير كلال، أخذ شاه نقشبند يزور الصالحين ويستفيد من أحوالهم، فحج ثلاث مرات ثم أقام بمرو وبخارى، ثم عاد أخيرا إلى بلدته قصر عارفان ليستقر فيها، فقدم إليه المريدون من كل مكان، وأصبح يبث من العلوم الغيبية والأسرار الوهبية، والمعارف الأحدية، والفيوضات المحمدية، ما لا يحيط به محيط، ويقول الإمام شاه نقشبند في وصف رحلته الروحية، إنه تلقى من روحانية الشيخ عبد الخالق الغجدواني، بعد أن أوصله الأمير كلال على قدر طاقته.

 

والشيخ الغجدواني توفي قبل بهاء الدين بسنين طويلة، فهذا هو السبب في كونه أويسي المشرب، لذلك يقال له محمد الأويسي، وربى الشيخ بهاء الدين عشرات الألوف من المريدين، وقد وصل بعضهم درجة الإجازة المطلقة، وقد اجتازوا درجات البقاء بعد الفناء، وكان مريدو الأمير كلال إذا اجتمعوا يذكرون بالذكر الجهري، وإذا انفردوا يذكرون بالذكر الخفي، لكن شاه نقشبند اقتصر على الذكر الخفي لأنه أقوى وأولى، فأصبح الذكر الخفي من أهم ما يميز الطريقة النقشبندية عن سواها من الطرق الصوفية، وترك الشيخ بهاء الدين عددا من الكتب، أهمها الأوراد البهائية، وقد قام أتباعه بشرحها وتسميتها منبع الأسرار، وقام مريده حمزة بن شمشاد بترتيبها حسب الحروف وبشرح ما أشكل منها، وله أيضا كتاب تنبيه الغافلين، وكتاب سلك الأنوار.

 

وكتاب هدية السالكين وتحفة الطالبين، وله صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها هذه الصيغة التي درج النقشبندية على قرائتها “اللهم أنت الملك الحي القيوم، الحق المبين اللهم إنا نسألك أن تصلي على سيدنا محمد نبراس الأنبياء، ونيّر الأولياء، وزبرقان الأصفياء، وضياء الخافقين” وقد أسس شاه نقشبند طريقته على أصول الإسلام الحنيف، وكان شديد الحرص على التمسك بالسنة النبوية المطهرة وعندما سُئل بماذا يصل العبد في طريقكم؟ قال بمتابعة سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وإن طريقنا من النوادر وهي العروة الوثقى، وما هي إلا التمسك بأذيال متابعة السنة السنية واقتفاء آثار الصحابة الكرام، وأما عن كلمة النقشبند، فقد تساءل كثيرون عن معنى هذه الكلمة وهي نقشبند وليست نقشبندي وهي كلمة فارسية معناها الناقش كالمصور ويستعمل للحفر في الحجر والشجر.

 

ويقال النقاش لمن صور باليد، وكلمة النقش عربية ويقال العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وقيل ان اجداده كانوا نقاشين وهو غير صحيح فلو كان ذلك صحيحا لكان اسم بهاء الدين نقشبنديا وليس بنقشبند، وانه شخصيا طول حياته لم يسلك عملا غير السلوك الصوفي فالمعنى متوجه إلى المعنويات أي كان بهاء الدين نقاش القلوب وقد رسخ نقش”الله ” في قلبه وقلوب مريديه ونهجه كما هو واضح، عمل للمذكور ليكون في قلبه ويقول الشاعر النقشبندي يارفيقا في طريق النقشبند إنقش ذكر الحق في قلبك بجد، وقال بعضهم النقشبند قرية في بخارا وبهاء الدين من سكانها وهوغير صحيح إذ لا توجد قرية بهذا الاسم وإن حياته معروفة وواضحة ولو كانت هنالك قرية بهذا الاسم لقيل النقشبندي لا النقشبند، وأنه روج الذكر الخفي من أجل دوام المذكور في القلب ونقشه في الباطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى