مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الخطيب البغدادي ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الخطيب البغدادي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام الخطيب البغدادي، وحدثه عن أحمد بن إبراهيم البلدي وأبا نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وأبا القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، والحسين بن عمر بن برهان وأبا الحسن بن رزقويه وأبا الفتح هلال بن محمد الحفار وأبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا العلاء محمد بن الحسن الوراق وأبا الحسين بن بشران، وينزل إلى أن يكتب عن عبد الصمد بن المأمون وأبي الحسين بن النقور، بل نزل إلى أن روى عن تلامذته كنصر المقدسي وابن ماكولا، والحميدي، وهذا شأن كل حافظ يروي عن الكبار والصغار، وسمع بعكبرا من الحسين بن محمد الصائغ حدثه عن نافلة علي بن حرب، ولحق بالبصرة أبا عمر الهاشمي شيخه في السنن، وعلي بن القاسم الشاهد والحسن بن علي السابوري وطائفة، وسمع بنيسابور القاضي أبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي وأبا القاسم عبد الرحمن السراج.

 

وعلي بن محمد الطرازي والحافظ أبا حازم العبدوي وخلقا، وبأصبهان أبا الحسن بن عبدكويه وأبا عبد الله الجمال ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وأبا نعيم الحافظ، وبالدينور أبا نصر الكسار، وبهمذان محمد بن عيسى وطبقته، وسمع بالري والكوفة وصور ودمشق ومكة، وكان قدومه إلى دمشق في سنة خمس وأربعين، فسمع من محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وطبقته واستوطنها ومنها حج وقرأ صحيح البخاري على كريمة في أيام الموسم، وأعلى ما عنده حديث مالك وحماد بن زيد، بينه وبين كل منهما ثلاثة أنفس، وقال أبو منصور بن خيرون حدثنا الخطيب أنه ولد في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة واثنين وتسعين من الهجرة، وأول ما سمع في المحرم سنة ثلاث وأربعمائة، وقال أحمد بن صالح الجيلي تفقه الخطيب وقرأ بالقراءات وارتحل وقرب من رئيس الرؤساء فلما قبض عليه البساسيري استتر الخطيب وخرج إلى صور.

 

وبها عز الدولة وهو أحد الأجواد، فأعطاه مالا كثيرا، وعمل نيفا وخمسين مصنفا وانتهى إليه الحفظ، شيعه خلق عظيم وتصدق بمائتي دينار، وأوقف كتبه واحترق كثير منها بعده بخمسين سنة، وقال الخطيب استشرت البرقاني في الرحلة إلى أبي محمد بن النحاس بمصر، أو إلى نيسابور إلى أصحاب الأصم؟ فقال إنك إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى واحد، إن فاتك ضاعت رحلتك وإن خرجت إلى نيسابور، ففيها جماعة إن فاتك واحد أدركت من بقي، فخرجت إلى نيسابور، وقال الخطيب في تاريخه كنت أذاكر أبا بكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه وحدث عني وأنا أسمع وفي غيبتي ولقد حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني أخبرنا أبو بكر الخوارزمي سنة عشرين وأربعمائة، وقال ابن ماكولا كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه، معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه ولم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن الدارقطني مثله، وقال سألت أبا عبد الله الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي أيهما أحفظ ؟ ففضل الخطيب تفضيلا بينا، وقال المؤتمن الساجي ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب، وقال أبو علي البرداني لعل الخطيب لم يري مثل نفسه، وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه، وقال أبو الفتيان الحافظ كان الخطيب إمام هذه الصنعة ما رأيت مثله، وقال أبو القاسم النسيب سمعت الخطيب يقول كتب معي أبو بكر البرقاني كتابا إلى أبي نعيم الحافظ يقول فيه وقد رحل إلى ما عندك أخونا أبو بكر أيده الله وسلمه ليقتبس من علومك وهو بحمد الله ممن له في هذا الشأن سابقة حسنة وقدم ثابت وقد رحل فيه وفي طلبه.

 

وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك مع التورع والتحفظ ما يحسن لديك موقعه، وقال عبد العزيز بن أحمد الكتاني سمع من الخطيب شيخه أبو القاسم عبيد الله الأزهري في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وكتب عنه شيخه البرقاني وروى عنه وعلق الفقه عن أبي الطيب الطبري وأبي نصر بن الصباغ وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله، وقال الحافظ أبو سعد السمعاني في كتابه الذيل كان الخطيب مهيبا وقورا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط ، فصيحا، ختم به الحفاظ رحل إلى الشام حاجا ولقي بصور أبا عبد الله القضاعي وقرأ الصحيح في خمسة أيام على كريمة المروزية ورجع إلى بغداد ثم خرج منها بعد فتنة البساسيري لتشويش الوقت إلى الشام سنة إحدى وخمسين فأقام بها وكان يزور بيت المقدس ويعود إلى صور، إلى سنة ثلاثمائة واثنين وستين للهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى