مقال

الدكروري يكتب عن الإمام طاوس بن كيسان ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام طاوس بن كيسان ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وقد سمع الإمام الفقيه أبو عبدالرحمن طاوس بن كيسان من الشيخ زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وابن عباس رضي الله عنهم، ولازم ابن عباس مدة، وهو معدود في كبراء أصحابه، وروى أيضا عن جابر بن عبدالله، وسراقة بن مالك، وصفوان بن أمية، وابن عمر، وعبدالله بن عمرو، وطائفة، وكما روى عن الإمام طاوس بن كيسان الإمام عطاء، ومجاهد، وجماعة من أقرانه، وابنه عبدالله بن طاوس، والحسن بن مسلم، وابن شهاب، وإبراهيم بن ميسرة، وأبو الزبير المكي، وسليمان التيمي، وسليمان بن موسى الدمشقي، وقيس بن سعد المكي، وعكرمة بن عمار، وأسامة بن زيد الليثي، وعبدالملك بن ميسرة، وعمرو بن دينار، وعبدالله بن أبي نجيح، وحنظلة بن أبي سفيان، وخلق سواهم، وكما روى أبو نعيم عن النعمان بن الزبير الصنعاني قال إن محمد بن يوسف أخا الحجاج أو أيوب بن يحيى.

 

بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار أو خمسمائة، وقيل للرسول إن أخذها منك، فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك، قال فخرج بها حتى قدم إلى طاوس الجند، فقال يا أبا عبدالرحمن، نفقة بعث الأمير بها إليك، قال ما لي بها من حاجة، فأراده على أخذها، فأبى أن يقبل طاوس، فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب، فقال لهم قد أخذها، فلبثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس شيئا يكرهونه، فقال ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول فقال المال الذي بعث به إليك الأمير، قال ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول فأخبرهم، فعرفوا أنه صادق، فقال انظروا الذي ذهب بها فابعثوه إليه، فبعثوه فجاءه وقال المال الذي جئتك به يا أبا عبدالرحمن، قال هل قبضت منك شيئا؟ قال لا، قال له هل تعلم أين وضعته؟ قال نعم، في تلك الكوة، قال انظر حيث وضعته، قال فمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت، قال فأخذها فذهب بها إليهم.

 

وقيل أنه قال مجاهد بن جبر لطاوس يا أبا عبدالرحمن، رأيتك تصلي في الكعبة والنبي عليه السلام على بابها يقول لك اكشف قناعك وبيّن قراءتك، قال “اسكت، لا يسمعن هذا منك أحد، حتى تخيل إليه أنه انبسط من الحديث، وكما قال عبدالله بن طاوس قال لي أبي”يا بني، صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية، وغاية المرء حُسن خُلقه” وقال طاوس “يجاء يوم القيامة بالمال وصاحبه فيتحاجان، فيقول صاحب المال للمال أليس جمعتك في يوم كذا في ساعة كذا؟ فيقول المال قد قضيت بي حاجة كذا، وأنفقتني في كذا في ساعة كذا، فيقول صاحب المال إن هذا الذي تعدد عليّ حبال أوثق بها، فيقول المال أنا الذي حُلت بينك وبين أن تصنع بي ما أمرك الله عز وجل؟ كما روى أبو نعيم عن طاوس بن كيسان قال “كان رجل له أربعة بنين، فمرض.

 

فقال أحدهم إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شيء، وإما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء، قالوا مرّضه وليس لك من ميراثه شيء، قال فمرّضه حتى مات ولم يأخذ من ميراثه شيئا، قال فأتي في النوم، فقيل له ائت مكان كذا وكذا فخذ منه مائة دينار، فقال في نومه أفيها بركة؟ قالوا لا، قال فأصبح فذكر ذلك لامرأته، فقالت امرأته خُذها فإن من بركتها أن نكتسي منها ونعيش منها، فأبى، فلما أمسى أتي في النوم، فقيل له ائت مكان كذا وكذا، فخذ منه عشرة دنانير، فقال أفيها بركة؟ قالوا لا، فلما أصبح قال ذلك لامرأته، فقالت له مثل مقالتها الأولى، فأبى أن يأخذها، فأتي في الليلة الثالثة، فقيل له ائت مكان كذا وكذا، فخذ منه دينارا، فقال أفيه بركة؟ قالوا نعم، قال فذهب فأخذه، ثم ذهب به إلى السوق، فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال بكم هما؟ قال بدينار، قال فأخذهما منه بدينار، ثم انطلق بهما، فلما دخل بيته شق بطنهما.

 

فوجد في بطن كل واحدة منهما درة لم يري الناس مثلهما، قال فبعث الملك يطلب درة يشتريها فلم توجد إلا عنده، فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا، فلما رآها الملك قال ما تصلح هذه إلا بأخت، اطلبوا أختها وإن أضعفتم، قال فجاؤوه، فقالوا أعندك أختها ونعطيك ضعف ما أعطيناك؟ قال وتفعلون؟ قالوا نعم، قال فأعطاهم إياها بضعف ما أخذوا الأولى” وقال الهيثم بن الحجاج الطائي حج سليمان بن عبدالملك، فخرج حاجبه ذات يوم فقال إن أمير المؤمنين قال ابعثوا إليّ فقيها أسأله عن بعض المناسك، قال فمرّ طاوس، فقالوا هذا طاوس اليماني، فأخذه الحاجب فقال أجب أمير المؤمنين، فقال أعفني، فأبى، قال فأدخله عليه، فقال طاوس فلما وقفت بين يديه، قلت إن هذا المجلس يسألني الله عنه، فقلت يا أمير المؤمنين، إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت قرارها، أتدري لمن أعدها الله؟ قال لا، ثم قال ويلك لمن أعدها الله؟ قلت لمن أشركه الله في حكمه فجار، قال فبكى لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى