مقال

الدكروري يكتب الحكمة من شرعية النكاح ” جزء 6″

جربدة الاضواء

الدكروري يكتب الحكمة من شرعية النكاح ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ولم يحدد سننا معينة وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها وهو كبير السن وهي صغيرة السن تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم كانت من خيرة نسائه وهو القدوة للعالمين، كذلك هناك من يؤخر زواج موليته بحجة أنها ستكمل الدراسة أو أنها موظفة وتدر عليه من النقود والدراهم ما لو زوجها لنقطع عنه ذلك فهو يستثمرها ويستغلها أو المرأة أو الفتاة الجاهلة تفتن بالوظيفة وبالراتب وبالدراسة ولا تدري ماذا يفوتها من الزواج الذي به صلاحها وفلاحها وخيرها في الدنيا والآخرة تقدم الوظيفة والدراسة واكتساب الأموال التي لا تعوضها مهما بلغت، لا تعوضها عن الزوج الصالح، فتنبوا لذلك، وكذلك من المعوقات عن الزواج كثرة التكاليف التي شنها السفهاء والجهال على الزواج من غلاء المهور ومن إقامة الحفلات والولائم الكبير التي لا يستطيعها كثير من الرجال قد كان ذلك سببا في تأخير الزواج.

 

وأعظم النساء بركة أيسرهن مؤنه فيسروا الزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا أتاكم من ترضون دينه أو أمانته وخلقه فزوجوه” ولم يشترط لذلك مبلغ من المال أو عدد من المال حتى أقل القليل يكون مهرا للمرأة لأنه ليس المقصود من الزواج هو تحصيل المال وإنما المقصود تحصيل الزوج الكفء الذي يصلح به شأن المرأة، فتقوا الله، واتركوا هذه التكاليف الباهظة اتركوا هذه الحفلات واتركوا هذه السهرات واتركوا هذه الإجراءات واتركوا السفر بعد الزواج إلى ما يسمى بشهر العسل واتركوا هذه التكاليف، التي بعضها لا يجوز وبعضها مكلف وبعضها شاق، فعليكم أن تيسيروا الزواج لأجل أن تتزوج بناتكم ومولياتكم ولا تبقى في بيوتكم ثم بعد ذلك يترتب ما يترتب من الخسارة وضياع الأعراض فإن المرأة لا غنى لها عن الرجل مهما كانت أولا لما فيها من الشهوة ثانيا لما تحتاجه من قوامة الرجل عليها.

 

وليس أبوها ولا أخواها بدائم لها، فاتقوا الله، وبادروا بتزويج مولياتكم ولو أن تلتمسون من يصلح لهن ولو ان تيسروا وتسهلوا المبالغ التي أثقلت كواهن الأزواج وعرقلت الزواج ولا تستمعوا لهذا الدعاية القبيحة في الصحف والجرائد التي تشوه الزواج من الكبير أو تشوه التعدد أو أو إلى آخره، فإنهن أمانة في أعناقكم وأنتم مسئولون عنهن والله جل وعلا قال ” وأنكحوا الأيامي ” فسبحانه وتعالي أمركم أمرا جازما أمر إجاب، فقال تعالي ” وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم” فيا من سوّل له الشيطان وأملى له، فأحدث بدعا بيوتا للأعراس، صادم بها الأمر بتخفيف الصداق، والحث على تكثير الأمة، نسأل الله العافية، وهذه البيوت تؤجر بإجارات باهضة، فيما يبلغنا يعجز الفقير عن تحصيل أجرتها فضلا عن الصداق الذي سيدفعه، نسأل الله السلامة والعافية، مما بُلي به من أحدثوها، أو ساعدوا على إحداثها.

 

أو استأجروها فشجعوا من أحدثوها، كم عرقلن عن الزواج من فقراء متعففين، فحذاري يا من منّ الله عليه بعدم إحداثها، أو المشاركة فيها، أو الإعانة عليها، بقول أو فعل، وأكثر من قول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلوا به، وانصح عنها من يقبل منك من أقارب وأصحاب، واحذر الحضور فيها فتكون ممن يشجع على البدعة المحرمة، وثقل المهور ينشأ عنه التزوج بالأجنبيات، وهذا من أكبر الأضرار على الأمة، ومن أعظم الأسباب لكساد بنات الوطن لأنه يكسد واحدة ويأتي بأخرى تحمله في كل زيارة مهرا جديدا، ويبعد أن تتفق الطباع بينهما، وإن حصل أولاد ثم فراق فأعظم به من ضرر، وقبل الزواج، يجب على الشاب والفتاة سؤال أهل العلم عن الحقوق الزوجية والواجبات، وما في الزواج من حلال، أو مستحب أو مكروه أو حرام، وعليهما اقتناء كتاب فيه تفاصيل الحقوق الزوجية، ليكون عونا لهما على فهم أمور الزواج.

 

ويجب علينا أن نعلم إن الزوج المثالي هو الزوج المخلص لشريكته، الذي يبذل مجهودا كبيرا في جعل حياتهم الزوحية سعيدة ومستقرة، بحبه وإخلاصه لها، وبإظهار اهتمامه بها دائما وبصور مختلفة وبتقديم الدعم فيقف الزوج إلى جانب زوجته في مواقف النجاح والفشل، ويقدم دعمه لها في طموحها وتحقيق أهدافها، ويؤمن بقدراتها، ويؤكد لها دائما أنه في صفها وأنها قادرة على العمل والنجاح والمساعدة في الواجبات التى تعبر أغلب الزوجات عن استيئاهن من عدم مشاركة الأزواج لهن في أعمال المنزل وتربية الأطفال، لذلك فالزوج المثالي هو الزوج الذي يشارك في إدارة حياة أطفاله وتعليمهم مساندا بذلك زوجته، لما لذلك من أثر في تكوين علاقة متينة بين الزوجين واحترام الزوجة فمن أهم صفات الزوج المثالي هو تقديره وتكريمه لزوجته، واحترام أنوثتها، وفهمه للغاية من زواجه بها، حيث لا يقتصر ذلك على الإشباع الجسدي فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى