مقال

الدكروري يكتب عن الإمام التفتازاني ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام التفتازاني ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام سعد الدين التفتازاني هو عالم مسلم وفقيه متكلم وأصولي نحوي وهو سعد الملة والدين أبو سعيد مسعود بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن الغازي التفتازاني السمرقندي الحنفي، الفقيه المتكلم النظار الأصولي النحوي البلاغي المنطقي، وولد الإمام سعد الدين التفتازاني بقرية تفتازان من مدينة نسا في خراسان في شهر صفر سنة سبعمائة واثنين وعشرين من الهجرة، في أسرة عريقة في العلم حيث كان أبوه عالما وقاضيا وكذا كان جده ووالد جده من العلماء، وكان السعد التفتازاني إماما من أئمة التحقيق والتدقيق فقد انتهت إليه رئاسة العلم في المشرق في زمنه وفاق الأقران، وبرز في النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصول والتفسير وعلم الكلام وغيرها من العلوم، وكان يفتي بالمذهبين الشافعي والحنفي وانتهت إليه رياسة الحنفية في زمانه، وكان من شيوخ الإمام سعد الدين التفتازاني.

 

هم عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار الإيجي قاضي قضاة المشرق وشيخ الشافعية ببلاد ما وراء النهر، وقد لازمه السعد ملازمة تامة وعليه تخرج في علم الكلام والأصول والمنطق والبلاغة وكان كثير الثناء عليه، وأيضا الشيخ قطب الدين محمود أو محمد بن محمد نظام الدين الرازي التحتاني، وذلك تمييزا له عن آخر كان يسكن معه بأعلى المدرسة الظاهرية، وأيضا الشيخ بهاء الدين السمرقندي الحنفي، وضياء الدين عبد الله بن سعد الله بن محمد عثمان القزويني الشافعي المعروف بالقرمي وبابن قاضي القرم، وكما كان من تلاميذ الإمام سعد الدين التفتازاني هم الشيخ حسام الدين حسن بن علي بن حسن الأبيوردي الخطيبي وقد أخذ عنه علوم المعقول، والشيخ حيدر بن أحمد بن إبراهيم الرومي الحنفي المعروف بشيخ التاج، وعلاء الدين علي بن موسى بن إبراهيم الرومي الحنفي، ومحمد بن عطاء الله بن محمد الرازي الشافعي قاضي القضاة.

 

وشمس الدين محمد بن فضل الله بن مجد الدين الكريمي، وعلاء الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد البخاري الحنفي، وجمال الدين يوسف بن ركن الدين مسيح الأوبهي الخراساني السمرقندي، وألف السعد التفتازاني كتبا كثيرة تدل على علو كعبه وغزير علمه حتى غدت كتبه في علم الكلام والأصول والمنطق والبلاغة مرجع الباحثين ومنتهى طلب المتخصصين وأضحت هي كتب الدرس في جل المعاهد والمدارس العلمية، فاشتهرت تصانيفه في الأرض وانتشرت بالطول والعرض، ومن أهم مصنفاته هو كتاب شرح تصريف الزنجاني، وهو شرح لمتن التصريف المشهور بالعزيوالذي وضعه عز الدين إبراهيم بن عبد الوهاب بن عماد الدين بن إبراهيم الزنجاني وقد شرحه السعد سنة سبعمائة وثماني وثلاثين من الهجرة، وأتمه في شهر شعبان وله من العمر ست عشرة سنة تقريبا وهو أول مصنفاته، وقد اشتهر هذا الشرح وله نسخ خطية متعددة.

 

وأول طبعه كان بالقسطنطينية سنة ألف ومائتان وثلاث وخمسين من الهجرة، ثم طبع بطهران ودهلي وبمومباي ولكنو ثم بالقاهرة سنة ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة، كما كتب عليه العلماء بعض الحواشي، وأيضا كتاب إرشاد الهادي، وهو كتاب في النحو فرغ منه في خوارزم سنة سبعمائة وأربع وسبعين من الهجرة، وهو متن مختصر على غرار الكافية لابن الحاجب، وقد طبع محققا بمطبعة دار البيان العربي بجدة عام ألف وربعمائة وخمس من الهجرة، كما كتب عليه العلماء شروحا، وكما له أيضا كتاب الشرح المطول على تلخيص المفتاح، ويعرف بالمطول وهو شرح على كتاب تلخيص المفتاح لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزويني، والذي هو تلخيص للقسم الثالث من كتاب مفتاح العلوم لسراج الدين يوسف السكاكي، والمتعلق بعلم المعاني والبيان، وقد بدأ السعد شرحه ذاك بخوارزم يوم الاثنين الثاني من رمضان سنة سبعمائة واثنين وأربعين من الهجرة.

 

وله وقتها من العمر قرابة العشرين ثم فرغ منه بهراة يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر صفر سنة سبعمائة وثماني وأربعين من الهجرة، ويقال أن السلطان تيمورلنك علق الكتاب على باب قلعة هراة، واشتهر الكتاب وكثرت نسخه وقد طبع بالقسطنطينية سنة ألف ومائتان وستين من الهجرة، ثم في لكنو وطهران ودهلي ثم تكرر طبعه، وقد تلقى العلماء هذا الشرح بالقبول التام والاهتمام البالغ وأولوه عناية فائقة فدرسوه ووضعوا عليه الحواشي، وكما له أيضا كتاب الشرح المختصر على تلخيص المفتاح ويعرف بمختصر المعاني، وهو اختصار لكتابه المطول السابق ذكره كما قال السعد في خطبته، وقد فرغ منه سنة سبعمائة وست وخمسين من الهجرة، وقد اعتمد هذا المختصر أساسا للتدريس في الأزهر وفي جملة من معاهد العلم، كما كتبت عليه الحواشي الوافرة الكثرة والتي تدل على عظم اهتمام العلماء به وقد طبع الكتاب أولا بكلكتا سنة ألف وثماني مائة وثلاث عشر ميلادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى