مقال

الدكروي يكتب عن وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

جريدة الاضواء

الدكروي يكتب عن وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد بين الله سبحانه وتعالى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه، فقال عز وجل ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” والمعنى هو إلا ليخلصوا لي العبادة ويفردوني بها ويطيعوا أمري وينتهوا عن نهيي، فهذه هي العبادة، طاعة أوامره سبحانه وترك نواهيه عن إخلاص له سبحانه وعن إيمان به وبرسله وعن رغبة ورهبة وعن تصديق لأخباره وأخبار رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وعن وقوف عند حدوده، وقد أمرهم بذلك فقال تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قلبكم لعلكم تتقون” وهذا يعم الذكور والإناث، والجن والإنس، والعرب والعجم، وقال عز وجل فى سورة النساء ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا” وعلمهم في سورة فاتحة الكتاب وهي “الحمد” أن يسألوا الله الهداية لصراطه المستقيم، وهو دينه الذي جاء به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الإسلام والإيمان والهدى والتقوى والصلاح.

 

وهذا كله ثناء على الله سبحانه وتعالى، وتوجيه للعباد إلى أن يعترفوا بأنه المعبود بالحق، وأنه المستعان في جميع الأمور سبحانه وتعالى، وإن الصراط المستقيم هو دينه، وهو الإسلام والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وهو طريق المنعم عليهم من أهل العلم والعمل، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان ومن سبقهم من الرسل وأتباعهم، فهذا هو الصراط المستقيم، صراط من أنعم الله عليهم، وهم الذين عرفوا الحق وعملوا به، فهذا الصراط المستقيم صراط هؤلاء، وهم الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم، وهكذا فإننا مأمورون باتباعه صلى الله عليه وسلم، والسير على منهاجه والسير على ما سلكه أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم من العلم والعمل، فهذا الصراط هو دين الله، وهو ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، من العلم والعمل، من العلم النافع والعمل الصالح.

 

وهو الهدى ودين الحق الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وهو ما بينه في كتابه جل وعلا، هذا الصراط العظيم هو فعل الأوامر وترك النواهي التي بينها سبحانه في كتابه العظيم وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، فالواجب على أهل الإسلام أن يتدبروا كتاب الله ويتعقلوه، وهو القرآن الكريم، ويتعلموا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستقيموا عليهما، ففي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بيان الأوامر والنواهي التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها بيان الأخلاق التي مدحها سبحانه وأثنى عليها من أخلاق المؤمنين وأخلاق المؤمنات وصفاتهم وأعمالهم، ومن تدبر كتاب الله وتعقله وجد ذلك، ومن تدبر السنة وهي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه، من تدبرها وجد ذلك وعرف ذلك، وأيضا من الصفات الحميده المرجوه هو أداء الأمانة، والوفاء بالعهود،.

 

فقال تعالى “والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” والأمانة هي كل حق وجب على الإنسان حفظه وأداؤه لأهله، فعبادة الله تعالى أمانة، والحكم أمانة، والوظيفة أمانة، والحقوق الزوجية أمانة، وتربية الأولاد أمانة، ورد الوديعة أمانة، والبيع والشراء أمانة، والأسرار التي يطلب كتمانها أمانة، والعلم أمانة، وإيصال الرسائل إلى أهلها كما هي عليه أمانة، وقد قال تعالى فى سورة النساء “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا” وإن العهود هى حقوق يجب الوفاء بها، وأعظمها العهد مع الله تعالى، فقد قال تعالى فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” وإن خلف العهود علامة من علامات النفاق، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم”أربع من كن فيه كان منافقًا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”

 

ويقرب من العهود الوعود التي قطعها الإنسان على نفسه، فمن الإيمان ومن الكرم الوفاء بها لأهلها، فقال تعالى في صفة نبيه إسماعيل عليه السلام كما جاء فى سورة مريم ” واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا” وإن كثرة إخلاف الوعود من صفات المنافقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان” فإن هذه الصفات الصالحة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآيات الكريمات كانت للمؤمنين من أسباب فلاحهم ودخولهم الجنة، فلذلك ذكر الله تعالى الجزاء الطيب لأهلها عقبها فقال تعالى ” أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هما فيها خالدون” فذكر الله تعالى استحقاقهم للفردوس بلفظ الوراثة التي هي من أعظم أسباب استحقاق المال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى