مقال

الدكروري يكتب عن هدي الكتاب والسنة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن هدي الكتاب والسنة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن في كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ما ينير الطريق، ويوضح المعالم، ويهدئ النفوس، وصدق الله العظيم إذ يقول “ما فرطنا فى الكتاب من شيء” وقد وصف الله الفئة المؤمنة بآيات كريمات في مطلع سورة سميت باسمهم، أعطتهم صفاتا مطمئنة ومريحة، لأنهم في يقين ورضا،أما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وترك فيهم وصية خالدة تريح النفوس، وتهدئ المجتمعات وتضمن العدالة وسمو المكانة والاستقرار لمن اتبع ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم “تركت فيكم أمرين لن تظلوا بعدي ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي” ففيهما المخرج من كل معضلة، وفيهما الحل لكل مشكلة، وفيهما هدوء البال.

 

وراحة الضمير، والراحة من كل قلق، وفيهما الرابطة القوية بالله عملا وبشرعه منهجا وسلوكا، فقد قال بعض العارفين “كنت كلما ألم بي مشكلة، أو ضجرت من أمر يقلقني، ألجأ لكتاب الله، فأفتحه وينفتح معه الهدوء والاطمئنان لنفسي، لأنني أجد فيه حلا لكل أمر، وخروجا من كل مصيبة” وإذا كان المسيطرون في مجتمعاتهم يعملون لهم تلك الأمور للسيطرة على عقولهم، والتحكم في مقدرات أمورهم، لسلب أموالهم واستعبادهم، فإن الإسلام قضى على ذلك بحسن التوكل على الله، وملء القلب إيمانا بخشيته ومراقبته، فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك.

 

ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم في حسن التوكل، وتسليم الأمر لله ” لو تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطانا” وحسن التوكل على الله لا يكون إلا مع كمال الإيمان، ذلك العمل الذي يطمئن النفوس ويزيل عن القلوب القلق والضجر، وفي سبيل المحافظة على المال، والاهتمام بأداء حق الله فيه.

 

ويقول صلى الله عليه وسلم “ما نقص مال من صدقة أو ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع عبدالله إلا رفعه الله” وتحصين المال وحراسته والاطمئنان عليه هى بالزكاة التي تذهب للفقراء والمحتاجين، فتحسن من حالهم وتريح ضمائرهم كما جاء في الأثر “حصنوا أموالكم بالزكاة” وإن أعظم نعمة على الإنسان هى نعمة الخلق والإيجاد، فالعدم ليس شيئا ولا يمكن أن يكون العدم متصفا بشيء، وليس هذا الخلق والإيجاد للمخاطبين وحدهم، بل الخلق والإيجاد للجنس البشري على هذا الكوكب الأرضي، وإن الغاية من خلق المخلوقات لتؤدي وظيفة في هذه الحياة فيقول الله تعالى فى سورة المؤمنون ” أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون”

 

والسبب الثاني وهو الداعية إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإن خلق الأرض بهذه الكيفية، وجعلها ممهدة موطأة الأكناف، قدّر فيها في باطنها وعلى ظهرها وفي غلافها الجوي، وفي مدارها الفضائي، وفي دورانها حول نفسها لتتلقى ساحاتها الضياء من الشمس والنور من القمر، وفي دورانها الفلكي حول الشمس لتتنوع فصول السنة كل ذلك بتقدير العزيز العليم لتكون الأرض السكن والمنزل الوفير الأثير، والفراش الممهد، وإنها نعمة عظيمة لم يكن للإنسان دور في خلقها ولا في وضع الخصائص والأقوات فيها، إنها نعم ربانية تحيط بالإنسان، ومقابل ذلك كلف بالاعتراف لواهبها بالشكر والامتنان والتوجه إليه بالعبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى