مقال

الدكروري يكتب عن شرف العلم ومكانته عند الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن شرف العلم ومكانته عند الله

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

إن لشرف العلم ومكانته عند الله عز وجل فقد أباح الله تعالي لنا في الشريعة الإسلامية أكل الصيد الذي صاده الكلب المعلم، وإذا صاده كلب غير معلم لا يؤكل، فلولا فضل العلم لكان فضل صيد الكلب المعلم والجاهل سواء، وقد علمه كيف يصيد، وكيف يمسك لصاحبه، وهذا في عالم الكلاب، فقد رفعه الله درجة عن أقرانه بالعلم فما بالك بمن تعلم الكتاب والسنة؟ ويبلغ من فضل العلم أنه يرفع قدر أناس ليس لهم حسب ولا نسب فوق كثير من الأكابر كما ثبت في الصحيح من حديث الزهري عن أبي الطفيل أن نافع بن عبد الحارث أمير مكة خرج واستقبل عمر بن الخطاب بعسفان، فقال له عمر من استخلفت على أهل الوادي؟ قال استخلفت عليهم ابن أبزى، فقال عمر ومن ابن أبزى؟

 

فقال رجل من موالينا، فقال عمر استخلفت عليهم مولى؟ فقال إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض، فقال عمر أما إن نبيكم قد قال “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين” وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا بمن فيها إلا من انتسب لشرف العلم عالما كان أو متعلما، وما هو أفضل من أن يستغفر لك الحوت في البحر والدواب وحتى النمل تستغفر لطالب العلم؟ وما هو أفضل من أن تضع الملائكة أجنحتها لك إذا سلكت سبيلا في طلب العلم سواء كان في درس تذهب إليه أو في كتاب تشتريه لتفتحه وتقرأ فيه؟ أي فضل عظيم هو ذاك وفره الله عز وجل لطلبة العلم الشرعي الذين يتعلمون الكتاب والسنة، والأحاديث في ذلك كثيرة، ومع أن الإسلام حرم الحسد إلا أن الشارع أباحه في مجال العلم.

 

وإن الله لم يقصر الأجر على العلماء في حياتهم بل امتد الأجر بعد موتهم، وإلى قيام الساعة، ولأهمية العلم نجد أنه صلى الله عليه وسلم جعل فداء كل أسير من أسرى بدر ممن يحسنون فن القراءة والكتابة، أن يعلم عشرة من أبناء الصحابة, فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، ولم يقتصر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالحث على تعليم اللغة العربية فحسب بل أمر بتعلم اللغات الأخرى وثبت أنه أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية ليتولى أعمال الترجمة والرد على الرسائل، وروي أنه تعلم بأمر منه صلى الله عليه وسلم العبرية والفارسية والرومية وغيرها.

 

فعنه رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أتعلم له كلمات من كتاب يهود، قال إني والله ما آمن يهود على كتابي, قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له, فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم, وإذا كتبوا إليه قرأت لــه كتابهم” رواه أحمد وأبو داود والحاكم والترمذى، فأصبح الفَتَى زيد بن ثابت ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبحت اللغة سلاحا له يدافع به عن الإسلام والمسلمين، وكما قيل من تعلم لغة قوم أمن مكرهم، ولم تقتصر عنايته صلى الله عليه وسلم بتعليم هذه الفنون والعلوم للرجال فحسب, إنما اعتنى أيضا بتعليم النساء العلم والكتابة، فعن الشفاء بنت عبدالله قالت “دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي” ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة” رواه أبوداود.

 

وإن إشعاعة الحياة سر من أسرار الله الخالق البارئ المصور، ولا حرج على العلم في النظر في كيفية انبثاق الحياة، بشرط أن يؤمن بالخالق والخلق أولا، ثم يبحث بجد بعد ذلك ليحقق قوله تعالى فى سورة العنكبوت “قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى