مقال

الدكروري يكتب عن المنهج الواضح الذي رسمه القرآن 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المنهج الواضح الذي رسمه القرآن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن التربية الإسلامية هى المنهج الواضح الذي رسمه القرآن الكريم والسنة النبوية، وتتكفل برعاية الإنسان من حيث البدن والعقل والروح، وقد تعددت تعريفات العُلماء للتربية الإسلامية، ومنها تعريفها بأنها تحضير الإنسان للحياة في الدنيا والآخرة، ومن تعريفاتها أنها المفاهيم المترابطة التي تنضبط بفكر وأساس واحد وتعتمد على مبادئ وأخلاق الإسلام، وتبين للفرد الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه بما يتوافق مع تلك المفاهيم والمبادئ، وأنها أيضا الطريقة الأفضل في التعامل مع فطرة الإنسان، وتعليمه بطريق مباشر وغير مباشر، كالكلمة والقدوة، بناء على منهج ووسائل تختص بتلك الطريقة لتوجيه الإنسان وتغييره نحو الأفضل، وهى تربية الطفل ورعايته بطريقة تكاملية تشمل جميع جوانبه البدنية.

 

والعقلية والروحية بناء على مبادئ الإسلام ونظرياته، فالتربية الإسلاميّة منهج متكامل لرعاية الإنسان وتربيته على الأخلاق الحسنة، وتضمن له التوازن والتوافق بين الحياة الدنيا والآخرة، إن التربية والتعليم من المبادئ والمهمات الأساسية التي اهتم بها الإسلام ودعا إليها، حيث يمكن بواسطتهما بناء بنيان راسخ وقوي للأمة، فالتربية هي تنمية سلوك الفرد وترقيه نحو القيم العليا، وإنها لا تستقيم الا بالتعليم والعكس صحيح، وقد أكد القرآن الكريم على أهميتهما وأشار في عدد من الآيات إلى ذلك، والتعليم هو عبارة عن نقل المعلومات والأفكار للأفراد بصورة منظمة، وواضحة، ومحددة الأهداف، واما التربية فهي عملية تهدف إلى مساعدة المتعلم على اكتساب أنماط السلوك الذي يجب عليه أن يسلكه.

 

في المواقف الحياتية المختلفة، وهي تساهم في تنمية الأفراد، وتعمل على تطوير مهاراتهم العلمية، والعملية، وقد يعتمدها المجتمع لتنشئة الأجيال الجديدة، فان التربية والتعليم هما الاساس في بناء الامم، وتطور الحضارات، ورقيّ الأفراد، وإن التربية لا تستقيم الا بالتعليم والعكس صحيح، وعندما نرى الأمثلة لواقع الأبناء وواقع الوالدين، ربما يتساءل الواحد منا وما الحل أو المخرج من هذا المأزق ؟ وهو أن من السبل المعينة على حسن تربية الأبناء هو صلاح الأبوين ومن ذلك العناية باختيار الزوجة الصالحة، وسؤال الله الذرية الصالحة فهو دأب الأنبياء والمرسلين والصالحين، والإخلاص والاجتهاد في تربية الأبناء والاستعانة بالله عز وجل فى ذلك وهو منهج الخليل إبراهيم عليه السلام وامرأة عمران.

 

وإعانة الأولاد على البر وحسن الخلق، والدعاء للأبناء وتجنب الدعاء عليهم فإن كانوا صالحين دعا لهم بالثبات والمزيد، وإن كانوا طالحين دعا لهم بالهداية والتسديد، وأيضا غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة والقيم الحميدة والأخلاق الكريمة في نفوس الأبناء وخير مصدر لذلك هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة السلف الصالح، وتجنيبهم الأخلاق الرذيلة وتقبيحها في نفوسهم، فيكره الوالدان لأبنائهم الكذب والخيانة والحسد والحقد والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والأثرة ولكسل والتخاذل وغيرها من سفاسف الأخلاق والأفعال حتى ينشأوا مبغضين لها نافرين منها، تعليمهم الأمور المستحسنة وتدريبهم عليها.

 

مثل تشميت العاطس، وكتمان التثاؤب والأكل باليمين وآداب قضاء الحاجة وآداب السلام ورده وآداب استقبال الضيوف والتعاون، والبحث عن المعرفة، فإذا تدرب الأبناء على هذه الآداب والأخلاق والأمور المستحسنة منذ الصغر، ألفوها وأصبحت سجية لهم في سني عمرهم القادمة، وأيضا الحرص على تحفيظهم كتاب الله، وتحصينهم بالأذكار الشرعية وتعليمهم إياها واصطحابهم إلى مجالس الذكر والمحاضرات الدينية التي تقام في المسجد وغيرها وربطهم في ذلك بالسلف الصالح حتى يقتدوا بهم ويسيروا على خطاهم، والحرص على تعليمهم بالقدوة فلا يسلك الوالدان أو أحدهما مسلكا يناقض ما يعلمهم ويحثهم عليه لأن ذلك يجعل جهودهم لا تحقق ثمارها ويفقد نصائحهم أثرها، وأيضا تنمية الجرأة الأدبية، وزرع الثقة في نفوس الأبناء وتعويدهم على التعبير عن آرائهم، حتى يعيش كل منهم كريما شجاعا في حدود الأدب واللياقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى