مقال

الدكروري يكتب عن السلام للعامة والخاصة وبالإشارة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السلام للعامة والخاصة وبالإشارة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن للغيبة أسباب أهمها هو الغيظ والغضب أو مجاملة الرفقاء والأصدقاء أو إرادة أن يرفع الإنسان بالغض من غيره، أو الحسد وهو أهم الأسباب ومنها أيضا اللعب والهزل والمفاكهة وإضاعة الوقت، وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليُعذبان وما يعذبان في كبير, اما أحدهما فكان لا يستبرىء من البول, وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، وبخصوص السلام في إلإسلام للقريب والبعيد فأما من كان بعيدا بحيث لا يسمع التسليم، فإنه يجوز السلام عليه إشارة، ويتلفظ مع ذلك بالسلام، وأما عن إلقاء السلام على المعارف فقط، فقد اعتاد كثير من المسلمين على إلقاء السلام على المعارف فقط.

 

وهذا مخالف لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، الذي حثنا على إلقاء السلام على من نعرفه ومن لا نعرفه مِن المسلمين، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال صلى الله عليه وسلم ” تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” رواه البخاري ومسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم “تقرأ السلام على مَن عرفت ومن لم تعرف” أي تسلم على كل مَن لقيته، عرفته أم لم تعرفه، ولا تخص به من تعرفه، كما يفعله كثير من الناس، وهذا الحديث فيه دليل على بذل السلام لمن عرفت، ولمن لم تعرف، وإخلاص العمل فيه لله تعالى، لا مصانعة ولا ملقا، وفيه مع ذلك استعمال خلق التواضع، وإفشاء شعار هذه الأمة، وكما يُسن تبليغ السلام للآخرين من المسلمين.

 

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم بنفسه على من يواجهه، ويحمل السلام لمن يريد أن يسلم عليه من الغائبين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب” رواه البخاري ومسلم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما “يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام” فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته” رواه البخاري، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن فتى من أسلم قال يا رسول الله، إني أريد الغزو، وليس معي ما أتجهز.

 

قال “ائتى فلانا، فإنه قد كان تجهّز، فمرض، فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، ويقول “أعطني الذي تجهزت به” قال يا فلانة، أعطيه الذي تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئا، فوالله لا تحبسي منه شيئا فيبارك لك فيه” رواه مسلم، فإذا بعث المسلم إلى آخر سلاما، فقال الرسول فلان يسلم عليك، وجب على المرسل إليه السلام أن يجيب، فقد قدمنا أنه يجيب على الفور، ويستحب أن يرد على المبلغ أيضا، فيقول وعليك وعليه السلام، فإن تبليغ السلام أمانة، فقد روى عبدالرزاق عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة أن رجلا أتى سلمان الفارسي فوجده يعجن، فقال أين الخادم؟ فقال أرسلته في حاجة، فلم يكن لنجمع عليه اثنتين، أن نرسله ولا نكفيه عمله، قال.

 

فقال الرجل إن أبا الدرداء يقول عليك السلام، قال “متى قدمت؟ قال منذ ثلاث، قال “أما إنك لو لم تؤدها، كانت أمانة عندك” فإن لإلقاء السلام آدابا سامية ينبغي على كل مسلم أن يعرفها، ومنها أن يسلم الراكب على الماشي، ويسلم الماشي على الجالس، ويسلم الصغير على الكبير، ويسلم القليل على الكثير، واتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في ألفاظ السلام والرد عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يسلم الصغير على الكبير” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى