مقال

الدكروري يكتب عن المعاملات اليومية بين الناس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المعاملات اليومية بين الناس

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

احذروا من أكل المال الحرام فهو مستنقع قذر وسبيل إلى الهلاك ومركب إلى الهاوية فاحذروه بكل صوره وشتى أنواعه وأشكاله فهو خبيث، وإن للمال الحرام صور كثيرة منها الربا بأنواعه، وأكل أموال اليتامى ظلما، والكيل والميزان، والرشاوى، وغصب وسلب ونهب المسلمين، فعن أبي أمامة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله قال “من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال “وإن كان قضيبا من أراك” وأيضا السرقة، وكما في شأن الموظفين والمسؤولين الذين يأخذون من أموال الدولة بغير حق فعن عدي بن عميرة رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

 

“من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة” فإن معاملات الناس اليومية تقوم على البيع والشراء، ولقد اهتمت الشريعة الإسلامية بأمور المعاملات بين الناس فوضعت ضوابط ربانية المنهج ليسير عليها الناس في معاملاتهم، فيسعدوا في حياتهم الدنيا، ويفوزا في الآخرة برضوان الله تعالى، وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وإن هناك وصايا غراء من سيد الأصفياء رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل تاجر في تجارته وكل صانع في صنعته، فالوصية الأولى وهي إتقان الصنعة وأول هذه الوصايا أيها الصناع الإتقان أتقن عملك و صنعتك واعلم أن الله تعالى يحب المتقنين فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت.

 

أن النبي صلى الله عليه و سلم قال “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” رواه البيهقي، وكذلك أيضا التزم بوعودك ولا تخلفها، لا كما نرى وما نسمع أن كثيرا من الصناع والتجار رأس مالهم، هو إخلاف الوعود وعدم الالتزام بها، فلا ينبغي للصانع أن يعد الناس بما لا يقدر على وفائه، واحذر أن تكتم عيبا في تجارتك أو صنعتك لأن هذا من الغش المذموم كما ذكرنا أنفا ولان ذلك يوجب اللعن والطرد من رحمة الله تعالى، واحذر من الأيمان الكاذبة فإنهما تمحق البركة وتهين صاحبها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا.

 

فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا، فصدقه رجل ثم قرأ هذه الآية “إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا” رواه البخاري، كما يجب على كل تاجر مسلم أن يؤمن بأن شهادة لا إله إلا الله تعني أنه لا معبود بحق إلا الله، وأن شهادة أن محمدا رسول الله تعني أنه لا متبوع بحق إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يعلم أن الغاية من خلق الناس هي عبادة الله وحده، حيث قال الله تعالى في سورة الذاريات ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” وعليه أن يخلص أعماله في تجارته لله تعالى وحده، وأن يتجنب الشرك والرياء لأن ذلك محبِط للأعمال الصالحة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَن عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه” رواه مسلم، وعلى التاجر المسلم أن يتوكل على الله، ويأخذ بأسباب الرزق الحلال له ولمن يعولهم، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله، لرزقتم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا” رواه الترمذي>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى