مقال

لعبة المال….وقهر الإنسان

جريدة الاضواء

لعبة المال….وقهر الإنسان

كتب / يوسف المقوسي

 

من أصعب الأشياء على الإنسان أن يكون رهينا لغيره سواء كان فكرة أو مؤسسة أو فردا أو جماعة

فالإرتهان في هذه الحالة هو نوع من العبودية المقنعة ذات أوجه متعددة تحكمها روح التسلط والهيمنة وتكميم الأفواه وتعطيل العقول وقتل كل فكرة مبدعة أو ناقدة تكتسب قدرا كبيرا من التأييد الجماهيري.

إن أصعب أنواع الارتهان هو حاجة الإنسان إلى شريان الحياة المعيشية واعني هنا بكل تاكيد المال…المال…المال…هذا السيف

المسلط على رقاب الناس بحق أو بدون حق

حيث يشعر صاحب الحاجة بحالة من القهر

والاحتقار وهو ينتظر بعض الفلوس القليلة والتي لا تغطي نصف مساحة حاجاته المعيشية الشهرية محاولا في هذه الحالة أن يعيش على الامل غير المعقود على يقين أو حل يلوح في الأفق

هنا يلجأ هذا المقهور إلى ممارسة بعض الأعمال التي لا تتناسب مع وضعه العلمي أو الاجتماعي

ناهيك عن الوضع النفسي.

وفي المقابل وجه آخر للمأساة يعيشه أصحاب السيادة والقيادة وأولي الأمر الذين لا يدركون حجم المأساة وكأنها لا تعنيهم في شيء لأنهم بإختصار يعيشون في دائرة مختلفة تماما ولا يصيبهم ما يصيب الآخرين من الم ونكد وضيق.

لا أقول ذلك من باب الاحتمال بل من باب الواقع الذي يفرض شكله وهيئته على المظاهر الحياتية التي تبدو ظاهرة جليا أمام أعين الناس.

أقول لكل من حمل أمانة الناس في عنقه أن يكون أمينا مع نفسه اولا ثم أمينا مع الناس ثانيا….وأولا واخيرا …وفوق هذا وذاك أن يكون أمينا مع الله

قال تعالى يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء

صدق الله العظيم

هي صرخة للحق فالحق يعلو ولا يعلا عليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى