مقال

الدكروري يكتب عن حقوق الأبناء على والديهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حقوق الأبناء على والديهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إذا كان الآباء لها حقوق علي الأبناء فإن كذلك أيضا فإن الأبناء لها حقوق علي الوالدين وإن من حقوق الأبناء على والديهم هو أن يحسن الأب اختيار الأم جيدا، فتكون من أسرة صالحة طيبة، وأن تكون من ذوات الخُلق والدين، لأنه لن توجد ذرية صالحة إلا من زوجة صالحة، ولأن الأم هي الخلية الأولى في الأسرة التي تعتمد عليها تربية الأبناء ضمن أسرة متواجدة متراصة متكاتفة، فيقع على كاهلها مسؤولية الأبناء من مأكل وملبس، ورعاية من الأمراض، وتربية قويمة، فهي الركيزة الأساسية في تربية الأبناء، وتعليمهم الفضائل الإسلامية الصالحة، وأن يُحسن الأب اختيار اسم الابن يجب أن يكون الأب حريصا جدا في اختيار أسماء جميلة مُعبرة عن شخصيّة جميلة راكزة، يُحبها الابن بعدما يكبر.

 

ويشكر والديه لتسميته لهذه الاسم، حتى لا يتعرض للمضايقات بسببها، ويكون ممنونا لوالديه على ذلك، وأن يقوم الأب برعاية أبنائه، من احتياجاتهم وتعليمهم علوم القرآن، وتحفيظه، أو تعليم العلوم الأخرى من طب، وكيمياء، وتاريخ وغيرها، أن يقوم الأب والأم بتربية الأبناء على الفضائل الحسنة، من الصدق، والأمانة، وحب الخير، والشجاعة، والدفاع عن الحق، واحترام الكبير والعطف على الصغير، والالتزام بالوعود والإيفاء بها، وإعطاء الحقوق لأصحابها، وغيرها الكثير من الفضائل الحسنة في الاسلام، وأن يقوم الأب بالإنفاق عليهم لأنه يقع على عاتقه حماية الأبناء من الجوع والعطش، وتوفير لهم المسكن وجميع مُقومات الحياة الأساسية من أجل العيش بسلام وحب.

 

وكما يجب على الأباء توجيه الأبناء إلى الطرق السليمة التي يراها الأب ناجحة وسليمة وآمنة، فدور الأب هنا دور المُرشد والمُربي لأبنائه، فيجب على الأب أن يكون صديقا لابنه، حتى يستطيع التقرب منه، وتوجيهه للصواب، والطريق الصحيح، على الأب أن يكون حريصا على تأديب الابن بسبل متطورة دون استخدام العنف في أي وقت من الأوقات مهما كانت أخطاؤه ضمن المعقول، وعدم اللجوء إلى الضرب إلا في حالات ضيقة وكذلك العدل بين الأبناء في العطف والحنان والمحبة، وعدم التمييز بينهم، فإن هذا أدعى لاحترامهم لوالديهم وطاعتهم لهما، ومما ينبغي كذلك على المسلم لأطفاله في سن الطفولة أن يلاعبهم، والملاعبة سنة، ومن قال إنها ضياع للوقت فهو مخالف، بل هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وهو أكثر من اشتغل بأمور الأمة، وحوادث العالم النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كان يقبّل الأطفال، وكان يجلس في مجامع الناس فيأتي الحسن وهو صغير فيفتح يديه صلى الله عليه وسلم، ويضحك ويخرج لسانه للحسن فيأتي الحسن مسرعا حتى يرمي بنفسه على النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم، قام يخطب الناس على المنبر فلما انتصف في الخطبة جاء الحسن وعمره ما يقارب خمس سنوات، وعنده ثوب طويل مسبل وهو طفل لم يبلغ التكليف، فكان يعثر في ثوبه في المسجد بين الصفوف، يقوم إذا عثر ثم يمشي قليلا ثم يعثر على وجهه فانشغل صلى الله عليه وسلم، به عن الخطبة.

 

فترك الخطبة ونزل واحتضنه وقبله وحمله على كتفيه حتى صعد به على المنبر ثم وضعه في جانبه، ثم التفت إلى طفله الحسن وقال “إن ابني هذا سيد، أي إنه بطل من السادات، إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين تقتتلان من المسلمين” وقيل أنه قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال “مَن لا يَرحم لا يُرحم” ولذلك قال العرب لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا، وأيضا فإن أول مسؤوليات الإنسان هي مسؤوليته عن نفسه، ومن ثم فحري به أن يعنى بتربيتها وإصلاحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى