مقال

حب الرسول للأنصار

جريدة الاضواء

حب الرسول للأنصار

بقلم / هاجر الرفاعي

بسم الله والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده، فإن الأنصار من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وتلاميذه، وكانوا من سُكان المدينة المنورة، وقد استقبلوا رسول الله صلي الله عليه وسلم وإخوانهم من المهاجرين بعد الهجرة، وقاسموهم أموالهم وجميع ما يملكون، وهم من أفضل الأمّة بعد الأنبياء والرُسل لمحبتهم لله تعالى ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم وتعظيمهم لهم، والإيمان بهم، ومُناصرتهم للدين، والدفاع عنه، والدعوة إليه، والتضحية لأجله، وبذل كل ما يملكون في سبيله، والأنصار هي تسمية أطلقت على سكان يثرب الذين آمنوا بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم ونصروه، ودعوه للهجرة إلى مدينتهم.

 

وقد بدأ الاتصال بينهم في موسم الحج في مكة، حين عرض النبي صلي الله عليه وسلم على عدد منهم الإسلام فقبلوه، قبل أن تنتشر الدعوة منهم إلى إخوانهم، ليأتي إثني عشر شخصا منهم للقاء النبي صلي الله عليه وسلم، ويبايعونه على النصرة في ما عرف ببيعة العقبة الأولى، ثم لاحقا حضر بيعة العقبة الثانية ثلاث وسبعون شخصا، لتكتمل الجهود بهجرة النبي صلي الله عليه وسلم إليهم، ويظهر حب رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث شريف أثناء توزيع الغنائم ذات مره في إحدي الغزوات بعد فتح مكه وهو وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه.

 

قال: “أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض العرب الذين شهدوا حنيناً, كلاً منهم مائة ناقة، وترك الأنصار فاجتمع الأنصار وقالوا: غفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا وسيوفنا تقطر من دمائهم أفلا يعطينا؟ فسمع عليه الصلاة والسلام ذلك, فجمعهم ثم أشرف عليهم وقال: يا معشر الأنصار, ما قالة بلغتني عنكم؟ قالوا هو ما سمعت يا رسول الله، أما رؤساؤنا وفقهاؤنا فلم يقولوا شيئا, وأما شبابنا فقالوا: غفر الله لرسول الله, يعطي قريشا من المال ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقام عليه الصلاة والسلام خطيبا، فقال: يا أيها الناس, صدقتموني وقد كذبني الناس، وآويتموني وقد طردني الناس،

 

ونصرتموني وقد خذلني الناس، فقالوا: لله المنة ولرسوله، فرفع صوته، فقال: ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى، قال: وأتيتكم فقراء فأغناكم الله بي؟ قالوا: بلى، قال: وأتيتكم متخاذلين فألف الله بين قلوبكم بي؟ قالوا: بلى، والمنة لله ولرسوله، فرفع صوته وقال: يا معشر الأنصار, أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير, وتعودون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فوالله لما تذهبون به إلى رحالكم خير مما يعود به الناس، يا معشر الأنصار, أنتم الشعار والناس الدثار, والله لو سلك الناس شعبا وواديا لسلكت شعب الأنصار وواديهم، غفر الله للأنصار، ورحم الله الأنصار، ورحم الله أبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار, فارتفع بكاؤهم وقالوا: رضينا بالله ربا وبمحمد نبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى