مقال

الدكروري يكتب عن أعظم مقامات الإيمان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعظم مقامات الإيمان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الصبر هو خلق يجب على المسلم أن يتصف به بحيث يمتنع عن فعل ما لا يحسن به وبذلك يكون قد أصلح نفسه ومنحها قوة وثباتا وهو من اعظم مقامات الإيمان لأنه يحمي العبد عن السلوكيات التي لا يرضاها الله عز وجل، فقد قال الله تعالى ” واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين” وكما أن العزة هي خلق بين خلقين أحدهما الكبر والآخر الذل فالنفس التي أضاعت طريقها عن خلق العزة فإنها تنحرف إما إلى الكبر وإما إلى الذل وخلق العزة هو المحمود بينهما، وهي من اعظم ما اتصف به رسول الله صلي الله عليه وسلم من اخلاق في مواقفه وكلماته فالعزه من عند الله يعز من يشاء ويذل من يشاء، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج من أطيب البلاد إليه، ووقف على تل مرتفع.

 

وقال “ما أطيبك من بلد، وأحبك إليّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك، والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت” فجبر الله بخاطره فأنزل عليه هذه الآية “إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” وصدق الله تعالى وعده ودخل مكة، ووعده أنه سوف يعطيه حتى يرضى، فقال الله في سورة الضحى “ولسوف يعطيك ربك فترضى” فإن من يتسم بجبر الخواطر يدل على سلامة صدره وسمو نفسه، ورجاحة عقله، فكانت هذه من صفات النبي الكريم فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالخلق، يجبر خاطرهم، لا يعيب طعاما قط، ويعود المريض، ويسأل عن الغائب، وكان حريصا على كسب مشاعر والود والاحترام.

 

ومن مواقف جبر الرسول صلى الله عليه وسلم لخاطر الصحابة عندما كشفت الريح، ساق ابن مسعود رضي الله عنه، فضحك الصحابة عليه، فجبر الله بخاطره، وأعلى من شأنه، فقل “والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد” وهكذا يعمل جبر الخواطر على البهجة والسرور في قلب أخيك المؤمن، فصافحه وعانقه، وشاركه في الحزن والفرح، وليكن للأهل نصيب من جبر الخواطر، وخاصة الوالدين والزوجة والأولاد، وتذكروا أنها عبادة عظيمة أمرنا الله بها، فجبر الخواطر أمر عظيم، وخلق إنساني نبيل، يدل على سلامة الصدور، وسمو النفس، ورجاحة العقل، ويجبر بها الخواطر المنكسرة وجبر الخواطر يعد من أعظم أسباب المحبة والألفة بين المسلمين، فالعديد منا معرض يوميا للإصابة بالكرب والهم.

 

فيحتاج إلى من يجبر كسره وخاطره، ويرفع آلام الكرب من صدره فجبر الخواطر يهون على الشخص المصاب ما أهمه، ويرفع همته، ويقيل عثرته، ويأخذ باليد حتى يقف مرة أخرى على قدميه فما أجمل وأنت في أشد الآلام تحديدا، أن تمتد يد العون لتسعفك، أو يصل إلى مسامع أذنك كلام يهون عليك، ومن أساليب التى يمكن تطبيقها بكل سهولة ويسر فى جبر الخواطر هو عند رؤيتك لشخص غير جميل في نظرك، وأشدت له بجمال مظهره، فإنه يقع تحت جبر الخواطر، وعند رؤية شخص حقق نجاحا في حياته، حتى لو كان صغيرا في نظرك، وقمت بتهنئته وتشجيعه فإنه يعد جبر خاطر، وعند دخولك إلى المكتب، وقدم لك العامل فنجان من القهوة، وشكرته على هذا الفنجان بالتبسم فإنه يعد من جبر الخواطر.

 

وعندما تشيد بمجهود زوجتك على تحملها المسئولية، ومحاولتها لتعلم طبخة جديدة، فتشكرها على ذلك وتمدحها، فإنك تجبر بخاطرها، وعندما تقول الزوجة شكرا لزوجها خاصة عندما يدخل بالطلبات إلى المنزل، ويكافح من أجلهم، فإنه من جبر الخواطر وتطيب النفوس، كذلك فالابتسامة من تطيب النفوس، والكلمة الحسنة ومساعدة الغير من الأمور التي تجبر الخواطر، فطيبو خواطر من حولكم، ولا تبخلوا عليهم من الجهد والعمل المستطاع، فهي سعادة وفتح لباب البر والإحسان، فما أروع من مواساة الذين يعيشون معنا، وما أعظم أن نجبر بخاطرهم، لعل الله يجبر بخاطرنا ويزيح عنا الغيوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى