مقال

الدكروري يكتب عن الحكمة من عدم قطع رأس الذبيحة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحكمة من عدم قطع رأس الذبيحة

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن هناك سؤال وهو هل فى عهد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أوبعد عهد النبى صلى الله عليه وسلم وإلى قبيل فترة قريبة من الزمن، هل يمكن أن يعرف الإنسان ما حكمة النبي صلى الله عليه وسلم حين أمر بعدم قطع رأس الذبيحة وبقطع أوداجها فقط؟ وهذا ليس من عند النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا وحى يوحى، وسوف ترون أنه كلما تقدم العلم وتم كشف عن إعجاز هذا التشريع، ولا يستبعد أن تروا يوما العالم كله يطبق أحكام الشريعة الإسلامية، ربما ليس عن تعبد لله عز وجل، ولكن العلم يصل إلى أن هذا الذى وصل إليه القرآن الكريم وهو عين الحقيقة، ولذلك الميتة حرمت، فقيل أن هناك تعليل لهذا التحريم.

 

وإن الطبع السليم يتقزز من أكل الميتة، والإنسان تعاف نفسه أن يأكل لحم دابة ماتت، والإنسان بفطرته، وطبيعته، وعقلانيته، يرفض أكل لحم الميتة، والله عز وجل حرمه، وهذا شيء طبيعي أن يتوافق النقل مع العقل، ومع الفطرة، ومع الواقع، وشيء طبيعى وهذا هو الحق، وهناك تعليم لطيف أن الإنسان ينبغى أن تكون أعماله كلها هادفة، فهو حين يذبح هذه الدابة يذبحها ليأكلها، فأصبحت أعماله هادفة لا يوجد عنده عمل عشوائى، وإن الدابة الميتة تجلب الأمراض، فهذا هو الشيء الآخر، وهو أنه عندما تموت الدابة، أى ماتت لعلة، لمرض، أو لجرثوم، أو لتسمم، فالدابة الميتة مظنة مرض، ومظنة خطر على الإنسان، وهذه علة أخرى.

 

وهناك شيء ثانى دقيق جدا وهو أن البهائم التي خلقها الله عز وجل تأكل الميتة، وأجسامها مهيأة بعصارات هاضمة تهضم اللحم المتفسخ، وتراه طعاما لذيذا، فعندما حرم الله عز وجل علينا أكل لحم الدابة الميتة أتاح للدواب أن تأكل القمح وهو غذاء كامل للإنسان، وهناك حكمة بالغة ترى سنبلة ولها ساق، فقد تعجب أن القمح غذاء كامل للإنسان، ولكن أن القمح هو غذاء كاملا فيه ستة معادن، خمسة فيتامينات، ومواد نشوية وأما هذا الخبز الأبيض فهذا غراء جيد للمعدة وقالوا احذروا السموم البيضاء، وهى الطحين الأبيض، والملح الأبيض، والسكر الأبيض، وهذه سموم ثلاثة، وإن الطبع السليم يستقذر، والعاقل تعاف نفسه.

 

والدابة الميتة دمها فيها، وماتت لعلة، أو مرض خطير، أو لتسمم، وفوق هذا وذاك الله عز وجل حين حرمها علينا، أباحها لبقية البهائم من أجل أن تكون طعاما لها، فإن الخوف من الله تعالى صفة منبثقة عن الإيمان بالله تعالى، فهو أمر مستقر في قلب المؤمن، ولكن هذا الخوف لا ينبغي أن يصل إلى درجة تبعث في نفسه القنوط واليأس من رحمة الله تعالي أو تبعثه على العبادة إلى الحد الذي يضر بنفسه، وهو ما نهى عنه الإسلام، ولا ينبغي للمؤمن أن ييئس من رحمة الله تعالى، فإن ذلك أمر محرم منهي عنه، وقد حض النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على حسن الظن بالله تعالى.

 

فعن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل موته بثلاثة أيام، يقول “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل” وعن أبي هريرة قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى