مقال

الدكرورى يكتب عن أحياء مرزوقين

جربدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن أحياء مرزوقين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الشهداء في سبيل الله تعالي قد أكرمهم الله عز وجل في القرآن الكريم وفي مقاعدهم بعد الشهادة، فقد أكرمهم النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة إضافة إلى أنه عليه الصلاة والسلام لم يغسلهم حيث قال صلى الله عليه وسلم في شهداء غزوة أحد ” زمّلوهم بكلومهم ودمائهم فإنهم يبعثون يوم القيامة وأوداجهم تَشخب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك” وعن أنس رضي الله عنه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” إذا وقف العباد للحساب، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما، فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء ؟ قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين” رواه الطبرانى، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” يشفع الشهيد فى سبعين من أهل بيته” راه أبو داود.

 

ومن فيض جوده سبحانه وتعالى أن الشهيد تعم بركته على أهله وأحبابه في الأخرة حيث يغفر الله تعالى لسبعين من أهل يبته، فلك أن تتصور كيف حال الشهيد مع أهل بيته في عرصات القيامة، فيختار منهم سبعين يطلب لهم الشفاعة ويشفعه الله فيهم، فهل سيقدم على والديه أحدا؟ هل سيقدم على زوجه وأولاده أحدا؟ وإن الجواب لا، لكن سينتقل أيضا إلى الآخرين، ولك أن تتأمل حالك وأحد أقربائك من الشهداء وأنت في هول فظيع، وهو صاحب لك في الدنيا يعرفك، أراك ستقبل عليه تريه وجهك لعله يتذكرك فيعدك من السبعين الذين يطلب الشفاعة لهم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يشفع في سبعين من أقاربه” فعن نمران بن عتبة الذماري قال دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام صغار، فمسحت رؤوسنا.

 

وقالت أبشروا يا بني فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم فإني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول “الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته” رواه ابن حبان، وإن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، وقد يتساءل المرء كيف تكون روح المؤمن في حوصلة الطير، فذلك حبس لها، وتضييق عليها؟ وإن الجواب بأن الطير مركبة لها، كما يركب أحدنا سيارة تحمله من مكان إلى آخر، حيث قال أحد العلماء في الجواب عن ذلك، إن الله جعل أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، فإنهم لما بذلوا أنفسهم لله، أعاضهم عنها في البرزخ أبدانا خيرا منها، تكون فيها إلى يوم القيامة، ويكون نعيمها بواسطة تلك الأبدان، أكمل من نعيم الأرواح المجردة عنها، ولهذا كانت نسمة المؤمن في صورة طير.

 

أو كطير، ونسمة الشهيد في جوف طير، وإن الشهيد يأمن من فتنة القبر ويجار من عذابه، وإن المقصود بفتنة القبر هو سؤاله، ويكون لكل ميت سواء قبر أو لم يقبر، وكذلك العذاب لأن القبر اسم لما بعد الموت، سواء دفن الميت في الأرض، أو ألقي في البحر، أو أكلته السباع، أو احترق بنار، أو ترك على وجه الأرض أو غير ذلك، فلا بد من السؤال، وبعد السؤال لا بد من العذاب أو النعيم، وهذا شيء عام، إلا أن الأحاديث جاءت باستثناء بعض عباد الله، مثل الذي يموت مرابطا في سبيل الله، ومثل الشهيد الذي يموت شهيدا في المعركة، ونحوهما مما جاءت الأخبار به، فإنه قد صحت الأخبار بأنه يأمن من فتنة القبر، وأما الفتنة فإن الناس يفتنون في قبورهم، ومعنى الفتنة الاختبار، فيقال للرجل من ربك؟

 

وما دينك؟ وما نبيك؟ والمقصود بالرجل كل ميت من ذكر أو أنثى فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يجار من عذاب وفتنة القبر فقال “ويجار من عذاب القبر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى