مقال

الدكروري يكتب عن الكرم من صفات الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الكرم من صفات الله

بقلم / محمــد الدكـــروري

 

إن الكرم من صفات الله سبحانه وتعالى، ومن كرمه عز وجل أن فوقك إلى الطاعة وهداك إلى الصراط المستقيم ويثيبك على الحياة الطيبة في الدنيا والجنة في الآخرة، ومن كرمه عز وجل أن جعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وجعل السيئة بواحدة و يعفو سبحانك يا غني يا كريم، وهناك أيضا الكرم بالمشاعر والعاطفة والكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة، والبخل بهذه الأشياء من أبشع صور البخل وأقساها وأسوؤها أثرا على العلاقات والنفوس، فهناك من البخلاء حين يراك يظل وجهه متصلبا لا يبش بنظرة ولا يلين بابتسامة، وكأنه يخاف على وجهه أن يتهدم، أو على شفتيه أن تتثلم، وهناك من يعجبه صنيعك وتصرفك، ولكنه يشح عليك بكلمة شكر أو تقدير يسعدك بها.

 

وفيهم من يحبك حبا حقيقيا ولكنه يبخل عليك أن يقر لك بهذا الحب أو يعترف لك بهذه المشاعر، وإن من أعظم صفات الكريم الجواد البسمة على محياه، والتهلل والبشر، ويوم تراه تجده متهللا، وقيل أنه كان نبى الله إبراهيم الخليل عليه السلام إذا أراد الأكل خرج ميلا، أو ميلين يلتمس من يأكل معه فبصدق نيته دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا، وهو أول من بنى دار الضيافة، وجعل لها بابين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن الله وسع على خليله في المال، والخدم فاتخذ بيتا للضيافة له بابان يدخل الغريب من أحدهما ويخرج من الآخر وجعل في ذلك البيت كسوة الشتاء والصيف، ومائدة منصوبة عليها طعام فيأكل الضيف ويلبس إن كان عريانا، ومن الكرم والجود والسخاء.

 

هو القناعة بما تيسر من أخلاق الناس، فلا تطلب فيهم الكمال، واسلك سلم التغافل والإعراض، فإذا كنت كذلك فأنت معدود من الأبرار الأخيار الذين اختارهم الله عز وجل، وجعل لهم أخلاقا، منها اللين والبسمة والرحابة والبشاشة والقرب من الناس والتحبب إليهم، وهذا هو الجود بالخلق الكريم، ولا يحمله إلا من أعطاه الله سبحانه وتعالى، خلقا نبيلا عظيما، وعن ابن شهاب، قال ” غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح، فتح مكة، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المسلمين، فاقتتلوا بحنين، فنصر الله دينه والمسلمين وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم ثم مائة ثم مائة ” وقال ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب.

 

أن صفوان قال والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي ” رواه مسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال “أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين فقال انثروه في المسجد فكان أكثر مال أتي به رسول الله، وإذ جاءه العباس فقال يا رسول الله أعطني إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا فقال خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع فقال اؤمر بعضهم يرفعه إلي قال لا قال فارفعه أنت علي، قال لا فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه “يستطع” فقال فمر “اؤمر” بعضهم يرفعه علي قال لا قال فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم احتمله على كاهله ثم انطلق فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا عجبا من حرصه فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم منها درهم ” رواه البخاري،

 

وقال ابن رجب رحمه الله ” كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعطي عطاء يعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر” ولقد كان كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنفسه وتمنيه الشهادة في سبيل الله “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى