مقال

التهوين علي المبتلي رحلة الإبتلاء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التهوين علي المبتلي رحلة الإبتلاء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 26 فبراير 2024

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد لقد كان النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم من احرص الناس على جبر خواطر أمته ومنها هو جبر خواطر الفقراء، فعندما جاء فقراء المهاجرين مكسوري الخاطر بسبب فقرهم وإن الأغنياء سبقوهم الى الله تعالى بفضل أموالهم فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن جبر خواطرهم.

وكما جبر خواطر عمرو بن تغلب ومن معه ممن منعهم العطاء، حيث ن من جبر النبي صلى الله عليه وسلم للخواطر أنه كان يعطي أقواما ويترك أقواما لما علم من قلوبهم من صدق وقوة إيمان، وكما جبر خاطر جابر بن عبد الله رضي الله عنه، لما استشهد والده رضي الله عنمهما، حيث استشهد والد جابر رضي الله عنه وترك جابرا ولم يترك له مال بل تركه مدينا وترك له أخوات فاجتمع على جابر رضي الله عنه هم فراق والده وهم الدين وهم الأخوات وشاهده النبي صلى الله عليه وسلم فوجده حزينا فجبر خاطره، وكما جبر النبي صلى الله عليه وسلم لخواطرنا ولم يرنا، فها هو الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام جبر بخواطرنا نحن الذين نحبه ونشتاق إليه ونتمنى لو كنا إلى جانبه نذود عنه وننافح عن دعوته.

وجعلنا أحبابه أمام الصحابة الكرام، وإن لجبر الخواطر ثوابا عظيما عن الله تعالى فمن سار بين الناس جابرا للخواطر، أدركه الله في جوف المخاطر، وإن تطييب الخواطر من مكارم الأخلاق، وهي صفة من صفات اﻷنبياء والصديقين والصالحين، وتطييب خواطر أهل البلاء من أعظم أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين، وكما أن تطييب النفوس المنكسرة عبادة جليلة، وقد عده بعض العلماء في أبواب الاعتقاد، فإن الله تعالي في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، فيا أيها الإخوة الأحباب اعلموا أن من سار بين الناس جبرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قوله “صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متّكا” وصاحب ومعية الله ليست الجائزة الوحيدة التي تنتظر العابد الجابر للخواطر.

بل أن رحمة الله سبحانه وتعالى تنتظر كذلك عباده المحسنين الذين يجبرون الخواطر، حيث يتجاوز الرحمن عن عثرات جابر خواطر عباده المعسرين، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، فمن كان متسامحا مع الآخرين رحيما بهم جابرا خواطرهم يقدر ظروفهم المعيشية، كان الله سبحانه وتعالى رحيما به متجاوزا عنه يوم القيامة، ويا أيها الأحباب إن الحياة مليئة بما يجبر خواطر الأخرين فأبواب جبر الخواطر ومنها المواساة عند فقد الأحبة، ومنها الإعتذار للآخرين، وقبول اعتذار المعتذرين، ومنها تبادل الهدايا، ومنها الابتسامة، ومنها قضاء حوائج الناس، فعليك أخي المسلم أن تزور مريضا وأن تدعوا له تبعث في نفسه الأمل وتهون عليه رحلة الإبتلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى