مقال

الدكروري يكتب عن حتي يتقبل الله الصدقة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حتي يتقبل الله الصدقة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه لكي يتقبل الله صدقتك ينبغي أن تراعى أن تصلح نيتك فتقصد بصدقتك وجه الله عز وجل، فإنك إن لم تقصد وجه الله وقصدت بها الرياء والسمعة لم تقبل منك، وبالتالى تعاقب على ذلك أيضا، وأن تتخير الأجود من الحلال الطيب الذي تحبه فتنفقه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”رواه مسلم، وعن سعيد بن هلال أن ابن عمر رضي الله عنهما نزل الجحفة وهو مريض فاشتهى سمكا، فلم يجدوا إلا سمكة واحدة، فلما قربت إليه أتى مسكين، حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر خذها، فقال له أهله سبحان الله قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه، فقال إن عبد الله يحبه، وقيل وقف سائل على باب الربيع.

فقال “أطعموه سكرا، فقالوا ما يصنع هذا بالسكر؟ نطعمه خبزا أنفع له، قال ويحكم أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر!” ويجب كذلك أن تقدم ذوي الحاجة من أقربائك وذوي رحمك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة” رواه أحمد والترمذى، وكذلك أن تتحرى بصدقتك أهل الدين الذين يستعينون بهذه الصدقة على طاعة الله، ولا ينفقونها في معصيته فتكون معاونا لهم على المعصية والإثم، وأن تسر بصدقتك ما استطعت، إلا إذا كان في إعلانها مصلحة راجحة فأعلنها، وقد ذكر من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله “رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه” متفق عليه.

وعليك أيها المتصدق أن تتصدق بما سهل عليك وإن كان قليلا، المهم أن لا ترد السائل ولو بأيسر شيء؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال “ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط، فقال “لا” متفق عليه، وأتى سائل إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعندها نسوة، فأمرت له بحبة عنب، فتعجب النسوة منها، فقالت إن فيها ذرا كثيرا تتأول قوله تعالى ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ” وعليك أن تعود نفسك على الصدقة ولو كنت فقيرا فقد سئل عن أفضل الصدقة، فقال “جهد المقل” رواه أحمد والنسائي وأبو داود، أى صدقه الفقير، واعلم أن أفضل ما تكون الصدقة إذا كانت في عز الشباب، واقتبال العمر، مع كمال الصحة والعافية، فهذه الصدقة من أحب الصدقات إلى الله تعالى.

أما الثمرات التي تجنيها من صدقتك فكثيرة، منها بل من أعظمها وأجلها هو رحمة الله لك، وغفرانه لسيئاتك، ولقد غفر الله للمرأة البغي من بغايا بني إسرائيل لأنها سقت كلبا شربة ماء، وإذا كان هذا في كلب بهيم فكيف بمن يسقي إنسانا يذكر الله تعالى؟ وكيف بمن يفرج همَّ بيت من بيوت المسلمين، فيكفله في كل شهر بمال يتقرب به إلى الله رب العالمين، فلذلك أول ما يجنيه الإنسان من الصدقة رحمة الله عز وجل به، وأما الخصلة الثانية التي تجنيها من صدقتك فهي محبة الناس، ودعاؤهم لك فإن القلوب فطرت على حب من أحسن إليها، وكم من أناس أنفقوا أموالهم في الطاعات ماتوا وكأنهم لا زالوا في الناس أحياء، وكم من أناس أنفقوا لوجه الله ما زالت الناس تذكرهم بصالح الدعوات، حتى بعد وفاتهم ومماتهم.

فالله عز وجل يجعل لأهل الصدقات من حسن الذكر وجميله الشيء الكثير، وأما الخصلة الثالثة التي تجنيها من الصدقات فهي أنها تدفع النار عنك يوم القيامة، وورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السيدة عائشة رضي الله عنها أخبرته أن امرأة جاءتها ومعها ابنتها، فأعطتها عائشة تمرتين، فأخذت الابنة تمرة فأكلتها، فجاءت الأم تريد أن تأكل تمرتها فطلبتها ابنتها منها فأعطتها الأم تلك التمرة، فعجبت عائشة من صنيعها، فلما دخل النبى صلى الله عليه وسلم عليها أخبرته خبرها، فقال أتعجبين من أمرها إن الله غفر لها بتلك التمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى