مقال

الدكروري يكتب عن ولا تتخذوا آيات الله هزوا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ولا تتخذوا آيات الله هزوا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أشجع الناس قلبا وأقواهم إرادة، يتلقى الناس بثبات وصبر، تمر به الأبطال كلمى هزيمة، وهو ضاحك السن باسم الثغر وضّاح الجبين ينادي بأعلى صوته فيقول “أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب” ويداعب إصبعه وقد مسها ألم الجراح في سبيل الحق، ويقول “هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت” وهو من شجاعة القلب بالمنزلة التي يجعل أصحابه إذا اشتد البأس يتقون برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قوة الإرادة بالمنزلة التي لا ينثني معها عن واجب ولا يلين في حق، ولا يتردد ولا يضعف أمام شدة، ويضرب المثل العملي في ذلك لأصحابه فيقول لهم “ما كان لنبي إذا لبس لأمة حربه أن يرجع” وقال ابن عباس رضي الله عنهما كان الرجل يطلق المرأة.

 

فإذا قارب انقضاء العدة راجعها ضرارا، لئلا تذهب إلى غيره، ثم يطلقها فتعتد، فإذا شارفت على انقضاء العدة طلق، لتطول عليها العدة، فنهاهم الله عن ذلك، وتوعدهم عليه، فقال تعالي كما جاء في سورة البقرة ” ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسة” أي بمخالفته أمر الله عز وجل، وقال رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة البقرة ” ولا تتخذوا آيات الله هزوا” وهو وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب على الأشعريين، فأتاه أبو موسى فقال يا رسول الله، أغضبت على الأشعريين؟ فقال “يقول أحدكم قد طلقت، قد راجعت، ليس هذا طلاق المسلمين طلقوا المرأة في قبل عدتها” وقال مسروق هو الذي يطلق في كنهه، ويضار امرأته بطلاقها وارتجاعها لتطول عليها العدة”

 

وقال شيخ الإسلام بن كثيرعند تفسير الآية الكريمة من سورة الطلاق ” وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن” وذلك أي بمعني احفظوها واعرفوا ابتداءها وانتهاءها، لئلا تطول العدة على المرأة فتمتنع من الأزواج، فيقول تعالي ” واتقوا الله ربكم” أي في ذلك، وقوله تعالي ” لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن” أي بمعني في مدة العدة، وذلك لأن لها حق السكنى على الزوج ما دامت معتدة منه، فليس للرجل أن يخرجها، ولا يجوز لها أيضا الخروج لأنها معتقلة لحق الزوج أيضا” وغير ذلك من الحقوق الكثيرة التي كفلها الإسلام للمرأة، وكما أنصفها من صور الظلم والبغي والعدوان عليها، ويقول رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة النساء ” فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا”

 

ومعني ذلك أنه تهديد للرجال إذا بغوا على النساء في غير سبب، فإن الله العلي الكبير وليهن، وهو ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن” ولذا يؤكد شيخ الإسلام ابن كثير على أهمية احترام المرأة، ومعاملتها بالتي هي أحسن، والتلطف معها ومؤانستها، كما هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم مع نسائه، فيقول رحمه الله عند تفسير الآية الكريمة من سورة النساء ” وعاشروهن بالمعروف” وذلك بمعني طيّبوا أقوالكم لهن، وحسّنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها فافعل بها أنت مثله، كما قال تعالى في سورة البقرة ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى