مقال

الدكروري يكتب عن الرقي والتقدم في بناء الأمم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرقي والتقدم في بناء الأمم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الرقي والتقدم في أية بقعة من بقاع العالم، وفي أي مجال من مجالات الحياة الانسانية، ماضيا وحاضرا لا يكون بناؤهما إلا على يد ابناء مجتمعها، فعندما يغرس الإسلام في روح الإنسان حب الخير والصلاح وأعمال البر، إنما يقصد خلق نموذج إنساني تتجسد فيه كل مقومات الصلاح والنبل والجمال، فمتى صار الإنسان صالحا، فإنه سيكون فيضا من العطاء الخير، ليس لنفسه فحسب، وإنما للعالم أجمع، ولذلك حينما نتأمل حالة مجتمعنا اليوم ونحاول أن نرصد نشاط شبابه عن كثب، نجده منصرفا إلى ما يهدم دعائم هذا الوطن بدل بنائها وإقامتها إذ يختفي حس المسؤولية وينعدم الواجب وتغيب التضحيـة وراء ستائر العبث والاستهتار واللامبالاة، فلا يبقـى إلا الدور السلبي.

 

الذي أصبح يقوم به معظم الشباب إذا لم نقل كلهم استثناء لفئة قليلة جدا، إلا ما رحم الله، وإن منافذ اللهو ومعاقل الفساد وأوكار الـشر ومواطن الكسل ومكامن الخمول التي تستهوي شبابنا اليوم، تقضي على دوره الإيجابي في المجتمع، وليس هناك أكثر من سبل الشيطان ومغاويه في الحياة، وليس أسهل من الوقوع في شركها، حينما تنقاد النفس مع شراع الشهوات والملذات المستهوية، وبناء على ذلك، وبالتالي اهتمامنا بالإنسان ضرورى لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مباني ومنشآت ومدارس ومستشفيات، ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كيانا ماديا لا روح فيه وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك الإنسان، فالإنسان القادر بفكره.

 

والقادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها وإن بناء ألوطن لن يتم بألشكل ألمطلوب قبل أن نقوم وبجهود حقيقية في بناء ألإنسان، فمن ادّعى انه يعمر الاوطان، وهو يتجاهل الانسان وظن انه سيشتري فكر الشعوب بالشعارات، مخادعا للشعوب فسيهلك الانسان وستخرب الاوطان، فلن يبنى وطن في كل بقاع الارض ما لم يبنى الانسان فيه اولا، فالأوطان تبنى بحسن الإدارة وحسن استثمار الموارد في جميع مؤسسات الدولة، فالأوطان تبني من خلال تبني ثقافة عمارة الأرض كماامرنا الله عز وجل، والأوطان تبني من خلال الجد والاجتهاد وتبنى ثقافة الإتقان، والأوطان تبنى بالإخلاص بالنية والقول والعمل وتلازمهما، فالأوطان تبنى بالعلم والمعرفة.

 

فاستخدام الأساليب البدائية تؤدي إلى نتائج بدائية، والأوطان تبنى في تبني ثقافة الكل يربح وليس مبدأ أنا اربح وأنت تخسر ولا مبدأ أنت تربح وأنا اخسر ولا مبدأ أنا اخسر وأنت تخسر، والأوطان تبني من خلال المصارحة والصدق فمن أحسن يقال له أحسنت ومن اخطأ يقال له أخطأت، فالأوطان تبنى في تبني مبدأ العدل والعدالة فلا يعاقب فلان لأنه فلان و فلان لايعاقب لأنه فلان، والأوطان تبنى من خلال وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ليس بالمزاجات والولاءات، فعندما جاء الإسلام فقد قام ببناء إنسان العقيدة فحرر الإنسان من عبادة العباد إلي عبادة الله رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى