مقال

الدكروري يكتب عن قال لو أن لى بكم قوة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن قال لو أن لى بكم قوة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان نبى الله لوط عليه السلام يحاول أن يلمس نفوس قومه من جانب التقوى والفطرة وأن يتقوا الله، ويحاول أن يحثهم على أنه ينبغى عليهم إكرام الضيف لا فضحه، وانتظر قومه حتى انتهى من موعظته القصيرة، وظلوا يضحكون ولم تؤثر فيهم كلمه واحدة مما قالها لهم نبى الله لوط عليه السلام ” قالوا لقد علمت ما لنا فى بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد” فدخل لوط عليه السلام غاضبا وأغلق باب بيته، ووقف يستمع إلى الضحكات والضربات التى تنهال على الباب، ويرتعد وراء الباب خجلا وحزنا وأسفا، لكن كان الغرباء يجلسون فى هدوء، ودهش نبى الله لوط من هدوئهم، وبدأت أخشاب الباب أن تتقوس وصرخ نبى الله لوط فى لحظة يأس ” قال لو أن لى بكم قوة أو آوى إلى ركن رشيد”

 

وحين قال نبى الله لوط هذه الكلمات تحرك ضيوفه ونهضوا فجأه، وأفهموه أنه يأوى إلى ركن شديد وهوالله ” قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، ولا تخف يا لوط نحن من الملائكة قيل إنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل ولن يصل إليك هؤلاء القوم، وفجأة انكسر الباب واندفع القوم داخل بيت نبى الله لوط عليه السلام، ونهض جبريل عليه السلام وأشار بطرف جناحه فطمست أعينهم ” ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر” وقد أمر الملائكة بعدها نبى الله لوط عليه السلام أن يصحب أهله أثناء اليل ويخرج، وأنهم سيسمعون أصواتا تزلزل الجبال لا يلتفت أحد إليها ، كى لا يصيبه ما يصيب القوم، فهو عذاب يكفى لوقوعه للمرء مجرد النظر إليه، وأفهموه أن امرأته كافرة مثلهم.

 

وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم، وأنبأوه أن موعد العذاب هو الصبح ” فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب، ولما جاء أمر الله قيل إن جبريل عليه السلام اقتلع بطرف جناحه مدنها السبع بمن فيهن من الأمم وما معهم من الحيوانات فرفعها حتى بلغت عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، وأثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم، فحين يقص القرآن الكريم شأن قوم لوط، فإنه يريد أن يحذر هؤلاء الذين يؤمنوا من عمل قوم لوط وعاقبة فعلهم، وذلك ليتدبروا ويعتبروا ولا يعتدوا إلى ما لا يحل لهم، وليعلموا أن عقوبة من عمل عمل قوم لوط.

 

هو اللعنة من الله ومن رسوله، مع شدة العقوبة في الدنيا والفضيحة كذلك، وما أُعد لهم في الآخرة من العذاب أعظم إن لم يتوبوا، يقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ” وقد اختلف العلماء أيضا في كون الملك جبريل عليه السلام قد قلب قرية قوم لوط بجناحه، وأنها تذكر عدة أحاديث هذا الأمر، ولكن المفسرون المسلمون يقولون أنهم لم يجدوا في النسة النبوية من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ما يثبت كون الملك جبريل عليه السلام قد قلب مدائنهم بطرف جناحه حتى صار عاليها سافلها، ولكن تعذيب الله تعالى قوم لوط عن طريق جبريل وُجد بالفعل في كلام بعض التابعين، ولا يعلم إن كان مستندهم الإسرائيليات أو غيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى