مقال

الدكروري يكتب عن إسلام فاطمة يوم الفتح

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إسلام فاطمة يوم الفتح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد أسلمت السيدة فاطمة بنت الوليد يوم الفتح، وهو فتح مكة وهى غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة وقد استطاع المسلمون من خلالها فتح مدينة مكة وضمها إلى دولتهم الإسلامية، وسبب الغزوة هو أن قبيلة قريش انتهكت الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين، بإعانتها لحلفائها من بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، في الإغارة على قبيلة خزاعة، الذين هم حلفاء المسلمين، فنقضت بذلك عهدها مع المسلمين الذي سمّي بصلح الحديبية، وردا على ذلك، جهز النبي صلى الله عليه وسلم، جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرك الجيش حتى وصل مكة، فدخلها سلما بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد المسلم خالد بن الوليد، إذ حاول بعض رجال قريش.

بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصدي للمسلمين، فقاتلهم خالد وقَتل منهم اثني عشر رجلا، وفر الباقون منهم، وقتل من المسلمين رجلان اثنان، ولما نزل النبي صلى الله عليه وسلم، بمكة واطمأن الناس، جاء الكعبة فطاف بها، وجعل يطعن الأصنام التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول ” جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا” ورأى في الكعبة الصور والتماثيل فأمر بها فكسرت، ولما حانت الصلاة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح أن يصعد فيؤذن من على الكعبة، فصعد بلال وأذن، وكان من نتائج فتح مكة اعتناق كثير من أهلها دين الإسلام، ومنهم سيد قريش وكنانة أبو سفيان بن حرب، وزوجته هند بنت عتبة، وكذلك عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو.

وصفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق، وغيرهم الكثير والكثير، وكانت السيده فاطمه هى زوج ابن عمها الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، وهو صحابي من بني مخزوم من قريش، وقد أسلم يوم فتح مكة، وشهد فتح الشام، وقتل يوم اليرموك، وقيل أن فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد لها صحبة، وخرجت مع زوجها الحارث إلى الشام، واستشارها خالد أخوها في بعض أمره، وقد ولدت لزوجها الحارث بن هشام، عبد الرحمن وأم حكيم زوجة الخليفة عمر بن الخطاب، فبنتها هى السيدة أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخي أبي جهل عمرو بن هشام المعادي للإسلام، وكانت أم حكيم تتمتع بعقل ثاقب وحكمة نادرة وقد زوجها أبوها الحارث في الجاهلية.

من ابن عمها عكرمة بن أبي جهل وهو من النفر الذين اعلن النبي صلى الله عليه وسلم، عن اهدار دمهم فلما انتصر المسلمون وتم فتح مكة هرب عكرمه إلى اليمن وهو يعلم ماتوعده من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دخل الناس في دين الله أفواجا واسلم الحارث بن هشام وأسلمت ابنته أم حكيم فحسن إسلامها وكانت من اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعرت أم حكيم بحلاوة الإيمان تملأ كيانها فتمنت أن يذوق حلاوة الإيمان ولذتها احب الناس إليها واقربهم إلى نفسها وهو زوجها عكرمة بن أبي جهل، وقادتها حكمتها وعقلها إلى الذهاب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم، تطلب الامان لزوجها إذا عاد مسلما، وغمرت السعادة قلبها وهي تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصفح عنه ويأمنه على نفسه.

واندفعت ام حكيم مسرعه تتبع زوجها الهارب لعلها تدركه قبل أن يركب البحر وعانت من وحشه الطريق وقله الزاد ولكنها لم تيأس ولم تضعف فالغاية عظيمه يهون من اجلها الكثير الكثير وشاءت قدره الله لها ان تدرك زوجها في ساحل من سواحل تهامة وقد كاد يركب البحر، فجعلت تناديه قائله يابن عم، جئتك من اوصل الناس وابر الناس وخير الناس فلا تهلك نفسك وقد استامنت لك منه فأمنك، فقال لها عكرمة اوقد فعلت ذلك؟ قالت نعم، ثم اخذت تحدثه عن شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكيف دخل مكة وكسر اصنامها وكيف عفا عن الناس بقلبه الكبير ونفسه المنفتحه لكل إنسان، وهكذا نجحت ام حكيم بزرع البذور الطيبة في نفس زوجها وعادت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ليعلن إسلامه بين يديه وليجدد بهذا الإسلام شبابا كاد ان يضيع في ظلمات الجهل والوثنية، وفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذارعيه ليحتوي الشاب العائد بكلية ليعلن ولاءه لله ولرسوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى