مقال

الدكروري يكتب عن نشأة أم المؤمنين السيدة خديجة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نشأة أم المؤمنين السيدة خديجة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد ولدت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في مكة قبل ولادة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بخمسة عشر عاما، وقد نشأت وترعرعت في بيت جاه ووجاهة وإيمان وطهارة سلوك، حتى سميت بالطاهرة وعرفت بهذا اللقب قبل الإسلام، وكانت كثيرا ما تتردد على ابن عمها ورقة بن نوفل تعرض عليه مناماتها، وكل ما يمر بها من إحساس ورؤيا تراها، أو هاجس تحس به، وما أن بلغت خديجة سن الزواج حتى أصبحت محط أنظار شباب قريش وأشراف العرب، فقد كانت فتاة راجحة العقل كريمة الأصل ومن أعرق بيوت قريش نسبا، فتزوجها أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي، وعاشت معه مدة ليست بالطويلة، ورزقت منه بولدين هما هند وهالة.

ثم توفي تاركا لها ثروة ضخمة، ثم تزوجت من بعده بعتيق بن عائذ المخزومي، ثم طلقها وقيل بل توفي عنها بعد أن رزقت منه ببنت اسمها هند، وقد قال الإمام الذهبي كانت خديجة أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، ثم بعده النبي صلى الله عليه وسلم، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة، وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة، وقال البلاذري وكانت خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة الأسيدي من تميم، فولدت له هند بن أبي هالة سمي باسم أبيه، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فطلقها فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مسماة لورقة بن نوفل.

فآثر الله عز وجل بها نبيه، وقد عملت السيده خديجه رضى الله عنها، في التجارة، وكانت تجارتها ذات ربح وفير، وسُمعة حسنة، وجودة عالية، وعُرف عنها استقلالها في أموالها وتجارتها، وحُسن إدراتها للأمور، واختيارها للرجال العاملين في تجارتهم، إذ اتصفوا بالأمانة، فقد وصلت تجارتها وسُمعتها الحسنة إلى بلاد الشام، والعراق، والفرس، والروم، وعُرف عنها أيضا إحسانها للفقراء والمحتاجين، فكانت بمثابة يد العون لهم، كريمة في عطائها، مُحسنة للناس جميعا، ولم تكن السيدة خديجة رضي الله عنها، تسافر للتجارة بأموالها، بل كانت تتفق على السفر للتجارة مع رجال مقابل مبلغ معين، أو تعقد معهم عقد مُضاربة أو قراض، ويعني عقد اتفاق مع طرف آخر بالخروج للتجارة مقابل نسبة معينة.

على أن تملك المال، وتكون الخسارة عليها وحدها دون تأثر الطرف الآخر، وفي ذلك يقول أبو زهرة رحمه الله، كانت السيدة خديجة رضي الله عنها، تتحرّى في أولئك العاملين لها الأمانة لأنهم في عملهم ينوبون عنها، لا تلقاهم إلا في ذهابهم ومجيئهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى