القصة والأدب
أخر الأخبار

فريسه في الزمن المسخ

بقلم :اشرف محمد جمعه
اصبحت سمه من سمات هذا العصر الذي نعيشه، التخلي والخذلان ويتجلى هذا في اسره عزت شوقي الموظف والذي تعيش اسرته في بيتهم القديم في احد الاحياء الشعبية.

 

هو وزوجته و ثلاثة من البنات، واخيرا رزقه الله بالابن الذي طالما تمناه، وقد تزوجت البنتان الكبيرتان وبعدها بفترة بدات صحه عزت في التراجع، مع دخول زوجته للمستشفى.

وقد اشار الطبيب المتابع للحالة بضرورة إجراء عمليه جراحيه عاجله لاستئصال ورم خبيث، حتى لا ينتشر في بقيه الجسم ، وبالفعل تم اجراء العملية وبالرغم من نجاحها الا ان الام لم تكمل سوى ثلاثة ايام ولاقت ربها.

والحزن يخيم على المنزل والأسرة وبصفه خاصه عزت الذي تراجعت صحته بشكل واضح، وما كان يشغل تفكيره دوما هو مصير الولد والبنت الصغار بعد رحيل الام واذا توفاه الله هو الاخر في اي وقت .

واخذ يوصي اخواتهما المتزوجتان برعايتهما اذا ما حدث له مكروه، وبعد اقل من عام يصاب عزت بغيبوبة، انتقل على اثرها الى جوار ربه، وجلست الاخوات وازوجهما في المنزل يبحثون الموقف.

في المرحلة المقبلة وبصفه خاصه ان المنزل كان من المنازل الكبيرة القديمة، والتي تساع الجميع فانتقلوا للإقامة مع الاطفال امل وعمرو لرعايتهما .

وحدث ما كان متوقعا ان كلا منهم اهتم بأطفاله رعاية صحيه وغذائية وتعليميه وما يتبقى من كل هذا يأكله الطفلان، وبعد فترة بدات علامات الأنوثة ترتسم على جسد امل ، والتي كانت تتصف بالجمال الملفت للأنظار.

وعندما تقدم لها اول طارق للبيت يطلبها، وافقت اختيها وازواجهما دون السؤال عن هذا المتقدم وعن اهله واخلاقه ، والامور التي من المعتاد القيام بها ، الا انهما لم يكن لهم هم الا التخلص منها.

بالفعل تزوجت امل والتي لم تكمل ١٥ عاما ، وتم تزوير الاوراق حتى تبدو قانونيه ، وبعد اسبوع واحد من الزواج بدات امل مرحله جديده من مراحل المعاناة، فقد كان الزوج مدمنا للمخدرات.

تحملت الإهانة وصبرت عليها وذلك بعد علمها انها حامل ، واخبرت زوجها الذي لم يهتم كثيرا وبقيت حتى موعد الولادة، وقد انجبت طفلا جميلا فرحت به كثيرا وكانت تتعامل معه على انه هديه من الله لها وجائزة لها على صبرها.

وبعدها بعده اشهر شعرت بأثار الحمل الثاني، ووسط كل هذا استمر الزوج في تعاطي المخدرات ، بل ما زاد الطين بله انها اكتشفت انه يتاجر في المخدرات وواجهته واعترف لها ثم قام بضربها وسبها وكان رده مليكش دعوه.

وصبرت حتى وضعت حملها الجديد بطفله جميله ، وحاولت شرح خطورة هذا كله على الاطفال، الا ان الزوج لم يتراجع، وبدا يدعو اصدقائه لتناول وتعاطي المخدرات في منزله، وهنا كان لابد لها من وقفه.

وحكت لأخوتها ما تعانيه ولم يهتموا فقررت المواجهة بقوه ،وتحدثت معه والذي اخذ يضربها ويهينها وطردها خارج المنزل واخذ الاطفال ، وعندما ذهبت لإحضار اي شخص يقف معها.

عادت الى المنزل ووجدت زوجها اخذ الاطفال واختفى ولا احد يعرف له عنوان ، واخذت تصرخ وتبكي ولم تجد مجيبا لها، وفي النهاية ذهبت لبيت ابيها ولكن اخوتها قاموا بطردها ايضا

واخبروها انها ليس لها مكان في هذا البيت ، ولم تشفع لديهم دموعها وتوسلاتها ، واغلقوا باب بيت ابيها في وجهها فماذا عساها ان تفعل اخذت تنام في مدخل البيت وعلى الرصيف المجاور لبيتهم ، وعندما تشعر بالجوع تتسول الطعام فهذا يعطيها وهذا يمنعها.

اقترب منها المشردون وابناء الشوارع فمنهم من استغلها لتوزيع الحبوب المخدرة مستخدمه جمالها ، وعند الرفض يتم ضربها واخر قام باغتصابها ليلا ، وهي مازالت مصابه بحاله من الصدمة افقدتها القدرة على الكلام، وعدم الثقة بالناس .

ما يحدث معها لا يمكن ان يحدث في عالم البشر، ولا افراد يظنون انهم سيقفون يوما بين يدي الله، ومايجري في عروقهم ليس دما ولانخوة، ما ذنب امل وماذا فعلت تجني من وراءه هذه العذابات وحرمانها من اطفالها وشعورها بالالام.
حقا اننا نعيش في زمن قبيح مع أشخاص لهم ملامح البشر وأفكار الشياطين، اللهم لك المشتكى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى