القصة والأدب

الدكروري يتكلم عن قصة الإمام الشافعي مع المرأة

الدكروري يتكلم عن قصة الإمام الشافعي مع المرأة

الدكروري يتكلم عن قصة الإمام الشافعي مع المرأة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أئمة الإسلام والذي كان من بينهم الإمام الشافعي، ويحكي عن الشافعي إنه كان جالس وسط تلامذته فجاءته جارية وقالت له يا إمام أتزنى بالليل وتخطب بالنهار ؟ فنظر تلاميذ الشافعي له منتظرين إجابته ونفي هذه التهمة فنظر الشافعي للجارية وقال لها يا جارية، كم حسابك؟ فثار تلامذة الشافعي، منهم من صاح ومنهم من قام ليمشي فقال لهم الشافعي، فلتعتبروني مثل التمر كلوا منه الطيب وإرموا النواه فلم يعجب التلاميذ بهذا ووسط هذا اللغط، وجاء رجل مسرعا يقول، يا جارية إن بيتك يحترق وبداخله أبنائك فجرى كل من كان موجودا بإتجاه المنزل بما فيهم الشافعي وحين وصلوا دخل الشافعي مسرعا وأنقذ الأطفال فقالت الجارية منكسرة.

 

إن اليهود هم من سلطوني لأفعل هذا حتى تهتز صورتك وسط تلاميذك فنظر التلاميذ متسائلين للشافعي عن عدم نفي التهمة عنه، فقال الشافعي لو كنت نفيت التهمة كنتم ستقتسمون لفريقين، فريق لن يصدقني ويستمر في تكذيبي وفريق يصدقني ولكن يشك في قرارة نفسه، فأحببت أن أفوض أمري كله لله فلا تبرروا كثيرا مهما احسستم بالظلم وسمعتم من افتراء، فوضوا أموركم جميعها إلى الله فهو عالم بما خفي عن البشر لا تحرم نفسك منه ؟ ولكن قيل بأن هذه القصة باطلة ولا يجوز نشرها ولا روايتها، فهي قصة لا أصل لها ولا سند، وجميع الكتب التي صنفها الفقهاء والعلماء في مناقب الشافعي لم تذكرها، فهي من نسج خيال بعض القصاص الذين ابتليت بهم الأمة.

 

ممن يؤلفون قصصا طريفة من وحي خيالهم ليمتعوا بها آذان العوام، والعجيب أنها تنتشر في المنتديات سرعة انتشار النار في الهشيم ويدعي ناشروها أن فيها عبرة وعظة فيمن تعرض للظلم أو إساءة الظن، بينما القصة فيها تشويه كبير لإمام من أئمة الفقه والعلم قد اتفقت الأمة على جلالة قدره ورفعة شأنه، وقد مرض الإمام الشافعي قبل وفاته مرضا شديدا، وخلال مرضه دخل عليه تلميذه المزني فقال كيف أصبحت ؟ قال أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله جل ذكره واردا، ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أو إلى النار فأعزّيها ، ثم بكى، وتوفي رحمه الله ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء، في آخر يوم من شهر رجب.

 

وكان يبلغ من العمر عند وفاته أربعة وخمسين عاما، ودفن في القاهرة في الأول من شهر شعبان، يوم الجمعة عام مائتان وأربعة من الهجرة، الموافق ثماني مائة وعشرون ميلادي، وكان له ولدان وبنت، وكان قد تزوج من امرأة واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى