القصة والأدب

الدكروري يكتب عن مواسم الخير الشريفة

الدكروري يكتب عن مواسم الخير الشريفة

الدكروري يكتب عن مواسم الخير الشريفة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد امتن الله عز وجل علي عبادة بمواسم الخير، وإن من مواسم الخير الشريفة التي ينبغي استغلالها بالمسابقة إلى الأعمال الصالحة، هي الأيام الأوائل من ذي الحجة، وإن العشر الأول من ذي الحجة، هي أيام فاضلة، وغنيمة باردة على العاقل أن يعمرها بالطاعة المضاعفة، وإن من مواسم الخير والطاعة والعبادة، هى العشر الأول من ذي الحجة، فقد نوّه القرآن الكريم بفضلها، وأسفر صحيح السنة النبوية عن شرفها وعلو قدرها، وإن من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مرورا عابرا ومن هذه المواسم الفاضلة هى أيام العشر من ذي الحجة.

 

وهي أيام شهد لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها بل إن الله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرفا وفضلا، إذ أن العظيم لا يقسم إلا بعظيم، وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها، ولكن بأي شيء نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة؟ فحري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور عظيمة مثل التوبة الصادقة، فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، فيقول الله تعالى فى سورة النور “وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون”

 

وكذلك نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالعزم الجاد على اغتنام هذه الأيام، فينبغي على المسلم أن يحرص حرصا شديدا على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، فقال تعالى فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” وكذلك نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي، فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟

 

ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل، فاحرص أخي المسلم، على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، وإن من فضائل العشر من ذي الحجة أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها، وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، فقال تعالى “والفجر وليال عشر” والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره وهو الصحيح، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، فقال تعالى فى سورة الحج “ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ” وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى