القصة والأدب

الدكروري يكتب عن اجتناب كل ما يؤدي إلى الفتنة

الدكروري يكتب عن اجتناب كل ما يؤدي إلى الفتنة

الدكروري يكتب عن اجتناب كل ما يؤدي إلى الفتنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت كتب الفقه الإسلامي أنه لكي يدوم الأمن والإستقرار، فإنه ينبغي علينا جميعا اجتناب كل ما يؤدي إلى الفتنة أو تأجيجها من قول أو فعل فإن الإنسان يملك أمره قبل أن يلج دوامة الفتنة، فإذا سعى لها برجليه، وولج لجتها أخذته إلى حيث لا يريد، ولا يملك من أمره شيئا، فكل من سعى بقول أو فعل لإحداث الفوضى والاضطراب في بلاد المسلمين عاد وبال ذلك عليه في الدنيا قبل الآخرة، فالدم لا يزول إلا بالدم، وقد قيل بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين، واستهداف أمن المسلمين واستقرارهم من كبائر الذنوب، ولا يقع فيه إلا مبخوس الحظ مرذول، ومن أشعل فتنة تسفك فيها الدماء، ويرفع فيها الأمن، ويزول الاستقرار، بلغته نارها فأحرقته ولو ظن أنه في مأمن منها.

 

فالجزاء من جنس العمل، وإن من أهم مقومات الأمن والاستقرار هو لزوم الجماعة، والنهي عن شق عصا المسلمين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن زمن الفتن، وكثرة دعاة جهنم، سأله حذيفة رضي الله عنه عما يفعل إن أدركه ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم ” تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال “فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك” رواه البخارى ومسلم، وكما يجب أيضا الشعور بالمسؤولية، فإن قوة الأنظمة تقاس بمقدار ما تستطيع أن توجد لدى رعاياها الشعور بالمسؤولية، فالنظام الذي يتصف أبناؤه بقدر كبير من الشعور بالمسؤولية والنظام القوي القادر على فرض هيمنته على الجميع.

 

والشعور بالمسؤولية هو الزخم الذي ينتج الطاقة الخلاقة والتي بواسطتها تتمكن من تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإحساس الإنسان بأنه مسؤول عن بني جنسه الذين يعيشون معه، وانه مسؤول عن الأرض التي يعيش عليها والمناخ الذي يتنفس منه، وانه مسؤول حتى عن الحيوان والجماد يجعله عنصرا إيجابيا للمجتمع يدرك المخاطر التي تهدد أبناء جنسه والأضرار التي تلحق بالأرض والبيئة والحيوان والنبات، فالإحساس بالمسؤولية يولد لدى الإنسان شعورا بأن كل شيء من حوله هو مسؤول عنه، فهو مسؤول عن الأرض التي يعيش عليها والتي بدونها لايستطيع أن يحيا، كذلك الأمر بالنسبة إلى الهواء والماء والتراب.

 

والإنسان والحيوان والنبات وكل شيء، وقد عمل الإسلام على إيجاد هذا الإحساس في الإنسان المسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”أما علي بن أبي طالب رضى الله عنه فقال مخاطبا المسلمين “اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم” وهكذا يتبين لنا ان دائرة المسؤولية تتوسع لتشمل حتى البهائم والبقاع وهي الأراضي المتروكة التي تنتظر الإعمار، وهذا الحديث يؤكد حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الإنسان باعتباره خليفة الله على الأرض حيث قال الله عز وجل “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى