القصة والأدب

الدكروري يكتب عن كاهل الأسرة المسلمة

الدكروري يكتب عن كاهل الأسرة المسلمة

الدكروري يكتب عن كاهل الأسرة المسلمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أثبتت الإحصاءات العلمية أن تربية الملاجئ تؤثر على نمو الطفل واتزانه العاطفي، كما أثبتت أن فترات الطفل هي سنواته الست الأولى، وأن طفل الأسرة المستقرة المتوافقة، غير طفل الأم العاملة المرهقة والمشتتة فكريا في أداء وظيفتها، كما أن نتائج التفكك الأسري في الغرب، سبب الجنوح والتشرد والجريمة والانحراف لمعظم الناشئة، وإن غرس القيم الشرعية، والشعائر التعبدية، إنما هو في الأصل على كاهل الأسرة المسلمة فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع” رواه أبو داود، ولا ننسى هنا بعد هذا وصية الأب الشفوق الناصح لولده.

 

المهذب لعقيدته وأخلاقه، ذلكم هو لقمان الحكيم عليه السلام وقد ذكرها الله تعالى فى كتابه الكريم لتكون خير معين على البر والتربية، فإن صلاح الأبناء والبنات أمنية للآباء والأمهات، فصلاح الأولاد ذكورهم وإناثهم نعمة عظيمة، ومنّة جليلة من رب العالمين، ما أسعد المسلم وهو ينظر إلى أولاده قد هداهم الله الطريق المستقيم، ورزقهم الاستقامة على الدين والهدى، يحبهم ويحبونه، يودّهم ويودّونه، إن أمرهم أطاعوه، فهم يبرّونه، ويطيعونه، وينفذون أوامره في طاعة الله، قرّت بهم عينه، وانشرح بهم صدره، وطابت بهم حياته، تلك نعمة عظيمة من الله، أولاد رُبوا تربية صالحة، هُذبت أخلاقهم، حسن سلوكهم، طابت ألفاظهم، حسُنت معاملتهم لربهم قبل كل شيء، ثم للأبوين.

 

ثم للإِخوان والجيران والأرحام والمسلمين عموما، رُبوا على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، فصاروا عونا للأبوين على كل ما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم، ولعظيم هذا الشأن نرى أنبياء الله وخيرته من خلقه يسألون الله لذريتهم الصلاح والهداية، فقال تعالى عن الخليل عليه السلام وهو يدعو ربه بتلكم الدعوات ” رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى” أى اجعل من ذريتى من يصلى ويزكي، وها هو زكريا عليه السلام ينادى ربه قائلا ” رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء” وها هم المؤمنون كما أخبر الله عنهم أنهم يقولون في دعائهم ” ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” واعلموا أن الأمانةَ مسؤولية عظيمة، وواجب كبير، تحملها الإنسان وتحمل تبعتها في هذه الحياة.

 

فالإنسان عبد مؤتمن، أوجده الله من العدم، وخلقه بعد أن لم يكن، وعرض عليه الأمانة فقبلها، وقبلها مع تبعاتها وما فيها من مسؤولية عظيمة، وتبعة كبيرة، وها هو الرجل الصالح الذي أنعم الله عليه بنعمه، يتذكر نعم الله عليه، ويقول شاكرا لنعم الله، شاكرا لآلائه وإفضاله ” رب أوزعنى أن اشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين” فإن كل هذه النصوص القرآنية والنبوية وغيرها، تلقى بالتبعة والمسؤولية التربوية في أصلها على كاهل الوالدين، على الأسرة المسلمة، وتحملهم هذه العبء الثقيل، ورحم الله أياما كان الناس فيها يقدرون هذه الرسالة، فيذهبون بأولادهم إلى المربين والمعلمين ليهذبوا أخلاقهم، ويرشدوا عقولهم، ويشحذوا هممهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى